الخطيب عن خوف دول الخليج من أحداث مصر:
زاوية الكتابليجتمع قادتها، ويبادروا لتصحيح خلل أنظمتهم، فلا مكان لسياسة القمع والنهب، وإلغاء دور الشعب
كتب فبراير 9, 2011, 11:01 م 5350 مشاهدات 0
لماذا الذعر؟
على الجميع أن يعي حتمية اندلاع ثورة الشباب العالمية
كتب أحمد الخطيب :
عرف عن دول مجلس التعاون الخليجي حذرها الشديد من دخول الصراعات العربية ـــ العربية أو التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، وذلك لمعرفتها بهشاشة أوضاعها، وعدم قدرتها على المواجهات، ولأنها منهمكة أصلاً في تأمين الاستقرار لأنظمتها.
إلا أن بعض هذه الدول خرج عن المألوف هذه المرة وتدخل بشكل مثير وخال من اللياقة والاحترام للشعب المصري الذي نزل إلى الشارع مطالباً بحقه في العيش بكرامة، بل وصفه بأوصاف دونية وقبيحة ليعلن دعمه للنظام المصري، وبالتالي معاداته للشعب الذي خرج بالملايين منادياً بضرورة تأمين حياة كريمة خالية من العوز والفقر، والأدهى من ذلك أن بعضها أرسل وفوداً سرية مستعجلة يوم الثلاثاء 2011/2/1، قبل أن يلقي الرئيس المصري خطابه، وذلك لتحثه على البقاء في السلطة وعدم الرحيل، مؤكدة عزمها على دعمه بكل الوسائل.
هل درس هؤلاء خطورة هذه المجازفة؟ ألا يعلمون أن الحكام زائلون والشعوب هي الباقية؟ هل هم مستعدون لتحمل المواجهة ضد الشعب المصري إن حقق انتصاره؟
لماذا كل هذا الفزع من أحداث مصر؟ نحن نفهم أن تغيير الحكم في مصر سوف يرعب إسرائيل، وسيضر ببعض المصالح الأميركية في المنطقة، مما يفسر قلقهم لما ستؤول إليه الأحداث هناك.
أما خوف دول مجلس التعاون مما يجري في مصر فعلاجه أن يجتمع قادتها لبحث الأسباب التي أفضت إلى هذه الأحداث، والمبادرة فوراً إلى تصحيح أي خلل مشابه في أنظمتها، لأن سياسة القمع والنهب وإلغاء دور الشعب لم يعد لها مكان في عالم اليوم سواء نجحت الثورة في مصر أم لم تنجح، وهذه الثورة ستنتصر حتماً بحول الله تعالى وهمة الشباب، لأن هذا هو منهج العالم في هذا القرن، ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهه، فالعالم أصبح قرية واحدة بالنسبة إلى الشباب الذي يصر على التعاون والتعاضد والتغيير الكامل في هذه القرية العالمية.
تعليقات