القيادة الكاريزمية، القيادة التحويلية، القيادة الموقفية، أنماط قيادية يشرحها د. عبداللطيف الصريخ في مقاله الذي يشكر في نهايته تويتر وفيسبوك لقلبهم للمفاهيم

زاوية الكتاب

كتب 4250 مشاهدات 0


«التويتر» و«الفيس بوك» ... نمط قيادة الفكرة
 

 د. عبداللطيف محمد الصريخ 
 
 
من الأنماط القيادية التي درستها ومازلت أدرسها: القيادة الكاريزمية، القيادة التحويلية، القيادة الموقفية، كلها أنماط تعتمد على سمات الأشخاص وأساليب التواصل الفعال، وهؤلاء الأشخاص يكونون في قمة هرم أي تنظيم، سواء كان حكومياً أو حزبياً، كما يعتمد تأثير تلك القيادات على سرعة انتقال التعليمات والتوجيهات والأوامر من العقول المفكرة إلى المنفذين، ومدى اقتناع المنفذين بتلك القيادات التي تصنع وتطبخ تلك القرارات.
كان الناس في ما مضى ينتقدون بعض تلك القرارات حين لا تعجبهم، ويعبرون عن آرائهم من خلال أحاديث جانبية، أو من خلال نشر مقالات في الصحف أو منتديات ومدونات إلكترونية، وتطورت وسائل التعبير عن السخط والنقد مع بروز نجم (الشبكات الاجتماعية) في فضاء الإنترنت، فكان الفيس بوك والتويتر هما فرسي الرهان.
ماذا حدث لأنماط القيادة يا ترى، وكيف انقلبت الموازين، ولماذا تم حجب تلك المواقع عن بعض البلاد خلال أزمات سياسية مرت بها، وهل التويتر والفيس بوك أصبحا بعبعاً؟!
يمكننا أن نجيب على ذلك السؤال إذا علمنا أن عدد مستخدمي برنامج التوتير في العالم قد تجاوز الـ (190) مليوناً، أغلبهم من فئة الشباب بالطبع، وهي القوة الفاعلة في أي مجتمع، علماً بأن هذا العدد قابل للتضخم في فترات وجيزة، وأشير هنا للتضخم العنقودي وليس النمو الخطي التقليدي، هذا العدد من المستخدمين ينشرون يوميا (65) مليون رسالة أو (تويت) أو (تغريدة)، كما اصطُلِحَ على تسميتها لدى المستخدمين من العرب، كما أن هناك (800) ألف طلب واستعلام يتم يومياً باستخدام هذا البرنامج فقط، عوضاً عن برنامج الفيس بوك وتأثيره.
هذه الأرقام المرعبة القابلة للنمو، والتكاثر العنقودي، كما ذكرنا قلبت هرم القيادة، وأصبحت القاعدة هي من تقود رأس الهرم، لأن السيادة أصبحت للفكرة الأكثر قبولاً وتأثيراً، (الفكرة) تتسيد الموقف هنا، هي من تفرض نفسها وبقوة، هي من تجبر الآخرين على إعادة إرسالها للآخرين، فلا سلطان لأحد على أحد، فالشخص هو من يختار مصدره، وهو يقبل أو يرفض من يتابعه ويقرأ له، الإعلام الاحادي والموجه أصبح جزءا من متحف التاريخ، أنا من يختار مصادري الآن، وأنا من يقرر نشرها في أي وقت، وأصبح بإمكاني أن أنشر أي فكرة ليتلقفها الآخرون دون مقاطعة، مع إمكانية الرد والمناقشة.
هو نمط جديد للقيادة (قيادة الفكرة)، باستخدام الشبكات الاجتماعية المتنامية، نمط جديد تلاشت فيه سيطرة الأنظمة الحاكمة على توجيه الفكر، واستطاعت جماهير الشباب غير الحزبيين أو المنظمين (بقوة وسيطرة أفكارهم) أن يقودوا المجاميع الحزبية لما يريدون.
تويتر... فيس بوك... لقد قلبتم المفاهيم حقاً... شكراً لكما.


د.عبداللطيف الصريخ
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك