خليفة الخرافي يسجل رأيه بتقرير 'الشال' عن منحة الـ 1000 دينار

زاوية الكتاب

كتب 1596 مشاهدات 0


تقرير الشال عن منحة الـ1000 دينار 

كتب خليفة الخرافي : 

 

تقرير «الشال» الذي نشر في الصحف 23 يناير يستحق التوقف عنده لما يحمل من إشارات ومعان وتنبيه، حيث أشار إلى أنه يفترض في الدول الحية ان تسوق روح العطاء في المناسبات الوطنية بدلاً من ثقافة الأخذ أو الاقتسام، ويزيد من قتامة الأمر ان هذه الأموال ليست حصيلة وعاء ضريبي على دخول وأرباح إنتاج سلعي وخدمي، بل هي اقتطاع من أصل لا يمكن تعويض أي قطرة تنتج عنه، ومبلغ المنحة يكفي لتعليم 20000 كويتي في أفضل جامعات العالم، ولإنشاء 20000 مسكن بما في ذلك قيمة الأرض.
هناك مطالب مستمرة بإسقاط القروض وزيادات الرواتب وامتيازات للمرأة مع توقع قدوم أعداد هائلة عند قدوم 500 ألف مواطن ومواطنة إلى سوق العمل خلال عقدين من الزمن.
المضحك المبكي ان حكومتنا هي الحكومة الأكثر استعانة بالدراسات (ماكينزي والبنك الدولي وبلير في السنوات الأربع الأخيرة)، وصاحبة أكبر حشد من المجالس الاستشارية (المجالس المتعاقبة للتنمية والتخطيط ومستشارو الخطة)، ولا شك انها جميعاً تعرف المنطق، ولكن قرارات الحكومة تأتي في الاتجاه المعاكس.
فالنهج الحالي لصرف الأموال يعتبر مخالفة صريحة لقانون الخطة الذي من أهدافه الرئيسية إصلاح الخلل في تعثر ميزانية العمالة، وعبؤها الكبير جداً الذي يلتهم الجزء الأكبر من إيرادات الدولة، أين الخطة التي تنادي بالتركيز على صناعة الإنسان، والاهتمام به لتحسين فرص حصوله على العمل عندما تشح فرصه وينضب النفط، وفي الهبة التي يفترض ان تصرف حصيلتها على صناعة الإنسان تعليماً وتدريباً لتحسين فرصه في العمل.
يبرز تساؤل مشروع: هل نحن جادون بصناعة إنسان منتج أو العكس، بتشجيعه على عادات استهلاكية لصرف أمواله بلا فائدة؟
يبدو ان البلد لا يتبنى مشروع تنمية هدفه صناعة الإنسان وربط الجهد بالمكافأة وتخفيف الضغط عن أصل وحيد ناضب وهو البترول.
نستغرب الإسراف في المكافأة والكوادر، بينما المعاملات يتأخر إنجازها والإجراءات رديئة وبطيئة ومزعجة، ان ما يحصل هو الجنون، فالمطالبات مستمرة بإسقاط القروض وزيادات الرواتب وامتيازات للمرأة مع توقع قدوم أعداد هائلة من طالبي الوظائف إلى سوق العمل.
مخالفتان رئيسيتان محبطتان لمشروع التنمية خلال أسبوع كافيتان لقياس جدية حماية مستقبل البلد. نحتاج إلى خطة زمنية تستغرق سنوات طويلة لتعويد المجتمع على الثقافة الإنتاجية في العمل والبناء، وللأسف الشديد، يتم هدم هذه الخطة وتخريبها خلال زمن قياسي عن طريق الهبات والعطايا والمكافآت من دون توعية المواطن على العمل المنتج ذي المردود الإيجابي كما في شبابنا وشاباتنا العاملين في البنوك وشركات القطاع الخاص والجهات الرسمية الجادة ذات الأداء المتميز كالتأمينات وهيئة الاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية.
* * *
• يعمل الشباب السعودي في المهن الشريفة كغرسون في مقهى أو حارس أمن في المجمعات.
* * *
• يغفل مستشارو الدولة ووزراؤها ان الغلاء عالمي ولا أحد قادر على كبحه، والسبب الرئيسي لغلاء أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية هو ارتفاع أسعار البترول.
* * *
• واضح ان استشراف المستقبل ليس من صفات حكومتنا الرشيدة ومستشاريها.
* * *
• رحم الله الدكتور محمد حسن محمد صفوري وأسكنه فسيح جناته.. قدم إلى الكويت في بداية الخمسينات، وكان من البارزين في المجال الطبي، حيث حصل على زمالة الطب من بريطانيا سنة 1961، وبروفيسور زائر في الولايات المتحدة الأميركية، وقد كانت رسالة الطب لديه سامية ونبيلة. عرف الفقيد، رحمه الله، بطيب سجاياه وأخلاقه الحميدة، وهو من مواليد عكا، ندعو الله له بالرحمة والمغفرة، ولأهله الصبر والسلوان.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك