عن أنواع الكتّاب 'ساخر ومسخر ومسخرة' يكتب وليد راشد الطراد

زاوية الكتاب

كتب 909 مشاهدات 0


 
ساخر ومسخر ومسخرة؟

 
كتب , وليد راشد الطراد
 

 
بين أوساط الأدباء توجد عبارات لا يعلمها الا العارفون في ثنائهم واطرائهم لشخص وخاصة اذا كان ما يقدمه يعتبر اضافة بحد ذاته للمجتمع ومن يتابع ذلك الأديب، وبين أوساط الكتاب بشتى تصنيفاتهم (الاسلامي –الليبرالي –المستقل –الدايخ) توجد كذلك ألفاظ للمواضيع التي يكتبها ويتعمق فيها وتكون شغله الشاغل ومن باب جلد الذات وتقديم كأس النصيحة المرعلى قلوب البعض ويكون كالبلسم على قلوب آخرين بان هناك كتابا يطلق عليهم (ساخر) حيث يستطيع ايصال ما يريد بأسلوب سلس يفهمه الجميع وبلغة السخرية اللطيفة والتي يشعر القارئ بأنه يقرأ وهو يستمتع بما يقرأ ولا يتمنى ان ينتهي ذلك الابداع، وهذا النوع يتطفل عليه الكثير ويطرقون بابه ولكن بلا جدوى لأن فاقد الشيء لا يعطيه فهو في حديثه وكلامه وتصرفاته (ثقيل طينة) فكيف والقلم يترجم ما في خلجات النفوس!!!، وكاتب آخر (مسخر) قلمه لهدف معين بغض النظر عن محتوى ذلك الهدف والغاية منه فلعله مسلط على سين من الناس أو يتتبع فلاناً من الناس وحتى القارئ يشعر بأنه يطلق عليه (مدفوع الثمن أي حسابك واصل) فمتى ما يجد مصلحته في مكان سخر القلم لها، والأخير (المسخرة) وليس لنا عليه تعليق لأنه من النادر والنادر لا حكم له ومن يتعرف عليه هو عيون القراء ومتابعته في اطروحاته، وجميع من ذكرناهم مصداقا لما قاله الامام علي رضي الله عنه (ان الخطيب اذا تكلم انما يعرض عقله على الناس اما استحسنوه أو ردوه) وكذلك حال الكاتب في كتابته، فالمجتمع بحاجة لقلم حر يشعر بتبعة عظمي واقعة عليه بأن يشارك في التنمية ويستشعر هموم المواطن ويدافع عن المظلومين وتكون له بصمات يتذكرها الناس ولوبعد حين وكما قيل:
وما من كاتب الا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيء
يسرك في القيامة ان تراه
وهنيئا للساخر (وهاردلك) للمسخر (وحسافة) على المسخرة.

طفل رضيع من أب وضيع

جاءني إيميل وقد عنون له صاحبه بعنوان طويل وأنه متأثر بما رأى، فتحته فإذا هو فعلا يوجع القلب ويدمع العين وهو عبارة عن مقطع فيديو لدورية على احدى طرق بعض الدول الخليجية قد وضعت قطعة من القماش داخل سيارة الشرطة وعلى المقعد الأمامي وحينما تركز بقطعة القماش ترى طفلا لم يتجاوز اليوم الأول من مولده قد وضعه أبواه على الطريق السريع ملفوفا بقطعة قماش وهربا لأنه جاء من حمل سفاح! فلو كان الزنى ذنب عظيم فكيف إذا اجتمع الزنى وقتل النفس فما ذنب ذلك الرضيع من ذلك الأب الوضيع والذي تخلى عن جميع جوانب الانسانية، وقبل أيام رأي (السايق) في منطقة مبارك الكبير بعد صلاة الفجر طفلا ملفوفا ووضع بجانب الزبالة ويتحرك فظنه (قطوة أي قطة) ولكن كان طفلا مسكينا فأسرع مناديا لأحد الأقارب واستدعيت الدوريات وتم عمل اللازم، وليس هناك تعليق سوى عند الله يجتمع الجميع قال تعالى {أيحسب ان لم يره أحد} وحينها لاينفع الندم.

حشا يوفي وضي عيوني

لا يستطيع المرء مقاومة الكلام (المعسول) وخاصة اذا كان بين الزوجين بالحلال فتكون العلاقة محفوفة بالشوق والاشتياق، يخبرني أحد الأصدقاء بأن زوجته كانت توقظه على كلمة حب وتختم يومها بكلام حب وما بين الوقتين كلام حب في حب وهو يجلس معنا وقلبه معلق بالبيت فقلت له لو سمع عنك قيس مجنون ليلى لقدم لك وردا جميلة وقال (اسمح لي ان اتعلم منك مبادئ الحب الوفي وفيه مشكلة لو زوجتك تعلم معشوقتي ليلى كيفية التعامل بالسحر الحلال) جميل ان يحيا الزوجيان بروح المودة والاشتياق، واشباع الرغبة العاطفية بالحلال وهذا تزامنا مع مؤتمر وزارة الأوقاف والذي عنون له (صناعة الحلال) وصباحكم ومساؤكم حلال وحب.

وليد راشد الطراد

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك