ما يحصل في مصر واليمن وقبلها تونس برأي وليد الطبطبائي ثورة شعبية عربية كبرى هي ردة فعل ضد أنظمة اضطهدت شعوبها ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1905 مشاهدات 0


ديوان العرب
 

الثورة العربية الكبرى

 كتب , د.وليد الطبطبائى
  
  ما يحصل هذه الايام في مصر العزيزة ونحوه في اليمن وقبلها ثورة الشعب التونسي الذي اطاحت بديكتاتور تونس بن علي، هذه الثورة الشعبية العربية التي انطلقت رياحها من تونس وتهب اليوم على القاهرة وصنعاء وقريبا في عواصم عربية اخرى هي ردة فعل ضد الانظمة الرسمية العربية التي اضطهدت الشعوب، وسرقت مقدراته، وسلبت الحريات وكممت الافواه، وتحولت الدول العربية الى اسوأ سجلات حقوق الانسان، واكثر الدول بطالة وامية وفقرا رغم الخيرات التي تنعم بها دولنا.
ومازالت الانظمة العربية تمارس الاستبداد وسيطرة الحزب الواحد رغم ان معظم شعوب العالم تحولوا الى الحرية والديموقراطية، فهذه دول امريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي ودول افريقيا وجنوب وشرق اسيا تتحول الى الحريات والديموقراطية وتساقطت الانظمة الديكتاتورية تباعا خصوصا بعد سقوط حائط برلين وتحول الدول الاوروبية الشرقية الى الانظمة الديموقراطية ونظام تعدد الاحزاب وتبادل السلطة.
وحدها الدول العربية باتت بعيدة عن رياح الديموقراطية والحريات، بل ازداد الوضع سوءا في معظم الدول العربية فقد تحولت الجمهوريات الثورية الى انظمة وراثية، ولم تكتف بسيطرة الحزب الحاكم وهيمنته على شؤون الحياة في هذه الجمهوريات بل تحولت هذه الجمهوريات الى سيطرة عائلة الحاكم على نواحي الحياة الذين انتقلوا من كونهم مواطنين عاديين الى مليارديرية يملكون العباد والبلاد ويعيثون فيها الفساد.
واليوم بدأت رياح «الثورة العربية الكبرى» ضد الانظمة التي سامت شعوبها العذاب والهوان والمذلة.
لم يعد الامر محتملا، فلو ان الانظمة الاستبدادية عملت باخلاص ونزاهة لصالح بلدانها وشعوبها، لهان الامر، ولكن علاوة على الاستبداد هناك الفساد والفقر والبطالة، وفوق ذلك العمالة للغرب وخدمة مصالحه في مقابل سكوت الغرب على سلوك هذه الانظمة.
ان الشعوب العربية سكتت بما فيه الكفاية، والانظمة العربية تصم اذانها امام رياح التغيير التي هبت في العالم عدا عالمنا العربي.
لقد طالبنا فور سقوط نظام بن علي في تونس ان تأخذ الدول العربية العبرة مما جرى، وان تتصالح مع شعوبها، وان تعلن عن اقامة حريات شاملة والسماح بتداول سلمي للسلطة وفتح المجال للجميع لتأسيس احزاب سياسية واقامة انتخابات حرة ونزيهة والغاء سيطرة الحزب الحاكم على نواحي البلاد ومحاربة رؤوس الفساد، والغاء السجون عن السياسيين واصحاب الرأي، والسماح للمشردين واللاجئين السياسيين بالعودة الى بلدانهم بدون ملاحقات او تصفيات حتى تكون بلادنا العربية واحة للحرية والديموقراطية، ودعوا الشعوب تختار ممثليها وان تكون هويتها الاسلامية والعربية حقاً لكل مواطن عربي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك