كم محمد غزاي شهدته مخافر الكويت؟.. د.وليد الطبطبائي متسائلا
زاوية الكتابكتب يناير 20, 2011, 1:11 ص 1004 مشاهدات 0
الوطن
الظاهرة «البوعزيزية» و.. تحديات التحول التونسي
كتب , د.وليد الطبطبائى
2011/01/19 11:09 م
منذ ان احرق محمد البوعزيزي نفسه قبل شهر مطلقا انتفاضة تونس ضد الطاغية وشبان كثر في العالم العربي يحاولون تقليده – لعل وعسى – تنتقل عدوى الانتفاضة التونسية إليهم، وهذا الفعل – أي احراق النفس – وان كان محرما شرعا لكنه يظهر درجة اليأس والقنوط والاحباط في نفوس الشباب في عدد من الدول العربية والاحساس بالمهانتين: مهانة الاستبداد السياسي ومهانة البطالة الوظيفية.
تونس الآن تواجه تحديين كبيرين الاول هو منع الانتفاضة من ان تتحول الى فوضى ادارية وامنية وانهيار اقتصادي، ويبدو ان التوانسة يملكون من الوعي الوطني والتوافق الشعبي والانسجام الديني والعرقي ما يمنع من حدوث ذلك، اما التحدي الثاني فهو اصعب ويتمثل في بناء البديل السياسي لنظام ابن علي.
هذا البديل لن يكون سهلا ايجاده ان افترضنا حسن النوايا لدى قوى المعارضة، فمنظومة الحكم السابقة لاتزال موجودة على المستويات الوسطى والصغرى من آلاف الفعاليات الامنية والحزبية والاقتصادية ممن ارتبطت مصالحهم بنظام ابن علي وهؤلاء سيكونون عقبة كأداء في وجه العملية الانتقالية، ويضاف الى ذلك ان تجربة العراق بينت ان الشعوب التي تعيش حقبة طويلة تحت الاستبداد تفتقر الى الخبرة الجماعية الضرورية لاطلاق وتفعيل الممارسة الديموقراطية السليمة.
ويبدو الموقف الغربي – خصوصا الفرنسي والامريكي – عدائيا للتغيير التونسي على الرغم من التصريحات النفاقية المتأخرة عن «احترام خيارات الشعب التونسي»، يضاف إليه حالة عداء كبيرة من قبل الجوار العربي للحدث التونسي ومخاوف من انتقال النموذج، وهذا كله يضع ضغوطا اضافية على الاخوة التوانسة ومخاوف من تحركات لاجهاض الانتفاضة وسرقة انتصار الشعب التونسي بتمكين نظام بديل مشابه من امساك السلطة، أو – وهذا اسوأ – بافعتال الفتن الداخلية وتحويل تونس الى «دولة ساقطة» مثل افغانستان والعراق والصومال لا سمح الله.
وقد دخلت إسرائيل على الخط فصرح وزير تنمية المناطق الاسرائيلي سيلفان شالوم ان اسرائيل تتخوف من ان يسهم سقوط الرئيسي التونسي زين العابدين بن علي في صعود الاسلاميين هناك، وقال ان هناك «خوفا كبيرا من ان تعود الحركات الاسلامية المنفية خارج تونس بقوة اليها»، وذكر شالوم – وهو من يهود تونس – بالاستقبال الحار الذي خصه به الرئيس ابن علي عندما زار تونس في نوفمبر 2005 عندما كان وزيرا للخارجية الاسرائيلية.
كم محمد غزاي شهدته مخافر الكويت؟
فضيحة التعذيب حتى الموت التي تكشفت في قضية محمد غزاي المطيري تدعونا الى التفكير فيما اذا كانت هذه حالة معزولة أم ان مثل تلك التجاوزات على الدين والقانون تحدث في بعض المخافر ومقار المباحث على الدوام؟
ومن موقعي في عضوية ورئاسة لجنة حقوق الانسان البرلمانية لسنوات عدة اعلم ان تجاوزات كثيرة وقعت خصوصا ضد بعض الوافدين – والآسيويين منهم بشكل خاص – ممن لا حول لهم ولا قوة فلا سفارة تسأل ولا حكومة تهتم، ومع ان معظم اخواننا من ضباط وافراد القوى الامنية هم من الكفاءات التي نفخر بها ويمارسون مهامهم بانسانية واخلاص فان هناك اقلية لا تتردد في سوء استغلال السلطة خصوصا اذا غابت عنها الرقابة.
اذاً الرقابة هي القضية وفقدانها مسؤولية قيادات الوزارة وعلى رأسهم الوزير بصفته، لذا فقد رحب الكويتيون بالتصريحات الشجاعة للوزير الشيخ جابر الخالد حول مسؤولية الوزارة وعدم قبوله وزارة تعذب المواطنين، واعتقد ان عدم قبول رئيس الوزراء لهذه الاستقالة ليس مقبولا وليس عذرا لوزير الداخلية للاستمرار في منصبه بل هو اعلان من رئيس الحكومة بمشاركته للوزير الخالد لمسؤولية غياب الرقابة الفعالة على اجهزة الامن.
د.وليد الطبطبائي
تعليقات