ستة معانٍ من مقتل المطيري يسجلها د. حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 1143 مشاهدات 0



الراى

د. حسن عبدالله عباس / ستة معانٍ من مقتل المطيري

 
لا يسع أحد من أهل الديرة إلا أن يثمّن المكرمة الأميرية ويتقدم بالشكر الجزيل لربّان سفينة الكويت أمير دولتنا الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، ويسأل الله عز وجل أن يجعل عطاءه هذا في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
لنأخذ الآن جولة تحليلية سريعة حول ما جرى في قضية المواطن المطيري الذي قضى نحبه بسواعد رجال الأمن الخيرين! فبعدما انتشر خبر مقتل المطيري، خرج وزير الداخلية جابر الخالد وقرأ بياناً كاذباً صاغه كبار قادة الداخلية على الملأ، ثم تكشفت الحقائق وتحرك نواب المعارضة لتحضير وإعداد مسودة استجواب جديدة، واعتذر الخالد عن بيانه ذاك وقال إنه مكبّل اليدين عن تنظيف وزارته وأنه لا يتشرف بأن يترأس وزارة فيها هذا الفساد وقدّم استقالته لرئيس الوزراء الذي لم يبت فيها إلى الآن. لذا نستخلص مما جرى المعاني التالية:
أن الوزير يعترف بأن الوزارة سيئة وفيها قذارات كثيرة. طيب، إن كان هذا ما قصدته، ما الذي دعاك لتسلّم مقاليدها ومفاتيحها، ومتى بدأت تقتنع بأنك لا تتشرف ترؤس وزارة بهذه المواصفات، الآن أم من زمان؟
اعتماداً على المعنى السابق أفترض أنا العبد الفقير أن الوزير ظنّ أنه قادر على تنظيفها. فهو عسكري وأعتقد أن الرتبة كفيلة في نجاح عمله السياسي، وهو ما لم يحصل طبعاً! فما يريد قوله الوزير أنه فشل في الوزارة ولم يستطع أن يُقدّم شيئاً للناس والمجتمع! لذا نسأل ما القذارات التي تعنيها، وهل الإنسان هو محور القذارة هناك، أم مفاسد مالية وإدارية، وما محاولاتك لتنظيفها، وما «القمامة» وكيف توسخ؟
المعنى الثالث، أنه أقر بالفشل بعد كل هذه المدة الزمنية التي قضاها... طيب، السؤال إن كنت قاصراً عن التنظيف، فما سبب بقائك هذه المدة الطويلة! فالحكومة تغيرت مرّات عدة والفترة الزمنية التي قضيتها في الوزارة طويلة نسبياً، فما سر «تشبثك» بالكرسي، وهل سر «زهدك» اليوم هو المطيري، أم انه «قشة» قصمت ظهر كرسيك؟
المعنى الرابع، ومُشتق من الثالث، ماذا لو لم يحصل ما حدث للمطيري، أو مات ولكن لم يُفتضح أمر الجبابرة الظلمة ومرت كالحوادث التي يبدو أنك تُلمح لها بتصريحاتك، فهل ساعتها ستكرر وستقول ما قلته ان الوزارة غير نظيفة، وهل ساعتها ستقدم استقالتك، وهل تقصد بأن ضرب المظلومين لا بأس به لكن دون القتل، أم تقصد أن تقول لمسؤولي الأمن اضربوا ولكن من دون «فضايح»؟
المعنى الخامس، ومشتق من الرابع وهو ماذا لو لم يكن المطيري هو القتيل، ماذا لو كان القتيل أحد الوافدين مثلاً، هل كان الفعل والبيان والاعتذار والتصريحات المتتالية نفسها، بل السؤال الأهم هل مر عليك وفي عهد وزاراتك السابقة أمر أحد آخر قُتل في ظروف شبيهة بما جرى على المطيري؟
المعنى السادس، هل تعلم بأن الوزير منصب سياسي؟ بمعنى أنك تواجه الأمة وعليك احترام سيادتها وسلطتها، وبالتالي الاستقالة هي اعتذار لها، وبالتالي قبولها أو رفضها مرتهن بتجديد ثقة المجتمع فيك لا ثقة رئاسة الوزراء، فهل مجلس الأمة تراه راضيا عنك؟


د. حسن عبدالله عباس

تعليقات

اكتب تعليقك