كيف نثق بوزارة الداخلية بعد اليوم ـ محمد مساعد الدوسري

زاوية الكتاب

كتب 974 مشاهدات 0



عالم اليوم

غربال 
كيف نثق بوزارة الداخلية 
 
كتب محمد مساعد الدوسري
كيف نثق بوزارة الداخلية بعد الأحداث الأخيرة التي لم نعد نصدق أنها تحصل في بلادنا ، وهل لتراجع هذه الثقة صلة بالمؤتمر الذي احتشدت فيه الرتب الكبيرة في وزارة الداخلية لتقنعنا أن الرصيف المتوحش قام بضرب النواب في ندوة النائب د.جمعان الحربش، أم بسبب البيان الأخير بشأن مقتل مواطن كويتي تحت التعذيب، والتذرع بأنه ناتج عن سكين وآلة حادة ضرب نفسه بها. والكذب يتواصل.
الثقة بالنسبة لي على الأقل أصبحت معدومة بهذه الوزارة، وانعدام الثقة بجهاز مهم كجهاز الداخلية من الأمور الخطيرة التي يجب أن تجد لها الحكومة حلا سريعا وإلا تدهورت الأمور المتصلة بهذا الجهاز، فانعدام الثقة سوف يدفع العديد من المواطنين إلى التفكير بخيارات آخرى في حال تعرضهم إلى مواقف أو إشكاليات تضطرهم اللجوء إلى وزارة الداخلية، فهم بعد انعدام الثقة سيبحثون عن حلول أخرى لا شأن لها بالقانون الذي بات من يفترض أن يطبقه رجال هذه الوزارة الذين أصبحوا وللأسف يلتفون على القانون بالمؤتمرات والبيانات الكاذبة.
لا أعتقد أنه قد مرت وزارة الداخلية بفترة سيئة كهذه التي نعيشها فلا يمكن السكوت عن وزارة تحولت إلى ناسف للقوانين والدستور لمجرد تحكم قيادات أو رتب الكبيرة آثروا أن تتحول بعض قطاعات الوزارة إلى جهاز أمني خاص به.
هل أصبحت الداخلية جزءا من السلطة القضائية حتى يقوم بعض العاملين فيها بإصدار حكمهم على مواطن، وبشريعة من يتم تعذيب مواطن وبطرق وحشية مستوردة من أنظمة قمعية تتعامل مع مواطنيها كما يتعامل الجزار مع أغنامه المعدة للذبح، وهل باتت النصوص الدستورية والقوانين العادية التي تمنع التعذيب وتعطي المواطن حقوقا لا يمكن المساس بها مقولات جميلة نكتبها على لوحة ونعلقها على الجدران مثلها كمثل الحكم التي لا يعمل بها أحد.
على نواب الأمة أن ينطقوا بصوت الأمة وبصوت عال ومزعج هذه المرة، ولا يلتفتون لمن يقول أن الصوت العالي لا يحل المشاكل، فيبدو أن وزارة الداخلية والحكومة من خلفها استطاعتا تدجين عدد من النواب حتى وصلت للحم الشعب الحي، فاليوم تعذيب وقتل، وغدا ماذا؟.
 

تعليقات

اكتب تعليقك