د.حسن جوهر يخلع على المهندسة استقلال المسلم، مدير إدارة الأغذية المستوردة في بلدية الكويت، لقب المرأة الحديدية
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2011, 12:56 ص 1891 مشاهدات 0
الجريدة
استقلال... المرأة الكويتية!
د. حسن عبدالله جوهر
استطاعت المهندسة استقلال المسلم، مدير إدارة الأغذية المستوردة في بلدية الكويت، أن تكون نجماً جديداً في سماء الكويت، بل في ذروة أمواج التلاطم السياسي التي انشغل فيها الكثيرون تاركين أعمالهم ومهماتهم تحت ذريعة التأزيم والإحباط! فقد تفرعت هذه المرأة الحديدية لعملها، مؤمنة بأنمسؤولياتها تكمن في ملاحقة المفسدين وفي عقر دارهم.
مرة أخرى تضرب المرأة الكويتية مثالاً رائعاً في القدرة على تحمل المسؤولية، ولكن هذه المرة ليس من فوق الكراسي الوثيرة والألقاب القيادية و'البرستيرج' الإعلامي، وإنما على أرض الواقع ووسط ميدان العمل.
والمهندسة استقلال المسلم، مدير إدارة الأغذية المستوردة في بلدية الكويت، استطاعت أن تكون نجماً جديداً في سماء الكويت، بل في ذروة أمواج التلاطم السياسي التي انشغل فيها الكثيرون تاركين أعمالهم ومهماتهم تحت ذريعة التأزيم والإحباط!
فقد تفرعت هذه المرأة الحديدية لعملها وفي ميدانها الخاص، مؤمنة بأن مسؤولياتها تكمن في ملاحقة المفسدين وفي عقر دارهم ومخازنهم وثلاجاتهم المنتفخة بكل أشكال الغذاء الفاسد، فبات يخشاها كبار التجار قبل صغارهم، فهنيئاً لها مثل هذا الإخلاص في تطبيق القانون وحفظ كرامة الناس وإبعاد بطونهم عن الحرام بطريقتها الخاصة.
وتجربة الأخت استقلال تعكس عدة دلالات بعضها محزن وبعضها الآخر مشرق ويبشر بالخير، أما الجانب المخزن فيكمن في حجم الفساد المستشري في الكثير من الهيئات والإدارات لدرجة أنه وصل العظم ودخل البيوت رغم أنف أهلها، والمحزن أيضاً أن تبلغ كمية الطعام المتعفن بمئات الأطنان في بلد ينعم بالخير والانفتاح ومستوى عال من المعيشة لا يحتاج في ظلمها إلى رداءة ما يستهلكه من طعامه اليومي كما قد يضطر إليه بعض الشعوب الفقيرة التي لا تكاد تلقى قوت يومها.
والمحزن كذلك أن هذه الأغذية الفاسدة تباع وفي استغفال واضح للمستهلك بالأسعار الطبيعية في السوق، الأمر الذي يعني وجود شبهة الجريمة المتعمدة، والمحزن أيضاً أن الترسانة الضخمة من الأغذية الفاسدة وما قد تترتب عليها من آثار صحية عالية تكاليف قد تراكمت إما بسبب الإهمال الوظيفي وإما بدراية وتستر من بعض المسؤولين والمراقبين أنفسهم.
أما الجانب المشرق فيتمثل في وجود الضمائر الحية ممن لا يطلب منهم أكثر من القيام بواجبهم الوظيفي في مقابل راتب شهري يتقاضاه عموم الموظفين، وقد ترجمت المهندسة استقلال وطاقمها من فريق العمل والمفتشين هذه الصحوة.
والمشرق أيضاً في محاربة هذا النوع من الفساد والإفساد وجود طاقات معطلة تتدفق بين جوانبها حماسة العطاء وإثبات الذات، ولكن ما يحيل بينها وبين العمل الإمبراطورية الأكبر من الفساد البيروقراطي وشبكة المسؤولين المهيمنين على القرار.
والمشرق أيضاً وجود وزراء وقياديين من أصحاب القرار الجزئي والشجاع لإعطاء الضوء الأخضر في مداهمة أوكار الفساد مهما علا ملاكها اجتماعياً وسياسياً، فالشكر هنا يجب أن يبدأ بالوزير الدكتور فاضل صفر الذي عمل بصبر وتحدٍّ في مواجهة العواصف والتهديدات، وكشف مكامن الفساد في جهاز البلدية، وأزاح المفسدين ودفع بالمخلصين من أمثال استقلال، فأصبح الطريق إلى مداهمة الفساد سهلاً وواضحاً ومدعوماً على المستوى الشعبي قبل الرسمي.
ولو تكررت تجربة فاضل صفر واستقلال المسلم عند الوزراء الآخرين فبالتأكيد سوف نكون على مسار الإصلاح الحقيقي في هذا البلد، أما خارطة الطريق التي نهديها لمجلس الوزراء الموقر في هذا الشأن فهو الأخ صلاح الغزالي وتقاريره الخطيرة حول الفساد الذي ابتلع الأخضر واليابس في الكويت!
تعليقات