فيصل المسعود يطالب بإسقاط ديون العراق من أجل الكويت
زاوية الكتابكتب نوفمبر 21, 2007, 6:58 م 725 مشاهدات 0
العلاقات الكويتية - العراقية.. إلى أين؟ | ||
اننا يجب ان ندرك ان العلاقات العراقية - الكويتية لعبت في التاريخ القديم والحديث ادوارا مختلفة، ولو اختصرنا ذلك، واخذنا مرحلة انقلاب عبدالكريم قاسم عام 1958 ضد الشرعية العراقية المتمثلة بالملكية، كمنطلق لمناقشة هذه العلاقة، لاستطعنا ان نسجل المراحل التالية: -1 لقد مثل انقلاب عبدالكريم قاسم 1958، شبه احتفالية ليس في الكويت، بل استطيع ان اقول في معظم العالم العربي (لا شك ان البعض يندم عليها الآن - وانا من ضمنهم) نتيجة هوجة التيار القومي الوحدوي الذي تمثل في انقلاب جمال عبدالناصر عام ،1952 على الشرعية المصرية التي يتذكرها الكثيرون، خصوصا هذه الفترة بعد عرض مسلسل الملك فاروق خلال شهر رمضان المبارك الماضي، ولا شك ان الكثير يترحم على تلك العصور والانظمة التي كانت تتمتع بجزء من الديموقراطية، والتي اختفت مع موجة الانقلابات العسكرية. لقد كانت اول ازمة عراقية - كويتية بعد اعلان استقلال الكويت في 1961/6/19 من الحماية البريطانية، وبعد اقل من اسبوع، حيث اذاع النظام العراقي وفي خطاب لرئيسه عبدالكريم قاسم بتاريخ 1961/6/25 مطالبه الخنفشارية 'ان الكويت تعتبر جزءا من محافظة البصرة'، وارجع ذلك الى العصر العثماني، ولا شك ان في ذلك تعديا على التاريخ الصحيح المعتمد، ولقد توترت العلاقات بعد ذلك، ولكن الاطاحة السريعة بنظام عبدالكريم قاسم انهى هذه المرحلة الملتهبة من تاريخ العلاقات العراقية - الكويتية. -2 استمرت العلاقات الكويتية - العراقية، بعد استيلاء حزب البعث على الحكم في حالتي شد وجذب واصبحت الكويت احد مراكز التمويل الاساسية لهذا الحزب خلال تلك الفترة نتيجة الترهيب والترغيب اللذين اتبعهما ذلك النظام، والذي مع الاسف خضع لها النظام والحكومات المتعاقبة بالكويت بما فيهم مجالس الامة خلال تلك الفترة الممتدة حتى قيام الحرب العراقية-الايرانية عام 1980 والتي امتدت حتى عام ،1988 ولقد ساعدت انظمة الحكم في معظم اقليم الخليج القوات العراقية بالمال والتسهيلات العسكرية، بل وحتى الاستخبارات والاقمار العسكرية الاميركية ساعدت في ذلك، سواء بشكل واضح او مستتر ضد القوات الايرانية، ولا شك ان الكويت دفعت نتيجة ذلك عداء ايرانيا واضحا ومستترا من امنها طال صاحب السمو الامير الرمز المرحوم الشيخ جابر الاحمد في محاولة اغتياله بتاريخ ،1985/3/15 كما طال ارواح بعض المواطنين وكانت مرحلة مرعبة، ولقد كانت كلها ضد ارادات شعوب المنطقة بما فيها الشعب العراقي والايراني وشعوب اقليم الخليج، ولكنها مرحلة اختلطت فيها المشاعر والاحاسيس بالرعب والقتل المبرمج من بعض اطراف الصراع سواء النظام الصدامي الدموي او شعارات تصدير الثورة من النظام الايراني. -3 ثم مرحلة الغزو العراقي اغسطس ،1990 ولا شك انها مرحلة من نظام جائر قتل وسطا فيه على الكويت الآمنة، ولا اريد ان اعيد او ازيد، فهي مرحلة حالكة السواد في التاريخ العربي بل والدولي في العصر الحديث. -4 ثم كان تحرير العراق في 9 ابريل ،2003 وهو لا شك فرحة كانت للشعب العراقي والكويتي لأنهما اكثر من عانى من ذلك النظام البشع، والآن والعراق مر ويمر بمراحل متعددة نتيجة سوء ادارة الاحتلال الاميركي التي لم تستطع بعد التحرير والاستبشار الذي تفاءل به العراقيون ان تحقق الامن والاعمار، وتمر السنوات سريعا وتستلم الادارات العراقية ادارة هذا البلد المكلوم، ولكن ماذا تستلم انها تستلم وطنا اشبه برجل مريض وبالانعاش. حيث كل الخدمات مدمرة وحيث الفراغ الامني تملأه عصابات الارهاب وتحدث المجازر اليومية ويتفنن الارهاب في تقطيع الرؤوس وزرع السيارات المفخخة في الاسواق الشعبية من اجل التخويف وزرع الفتنة الطائفية لجر العراق الى الحرب الاهلية وتقترب جدا من اهدافها، ولكن يظل في العراق من يتمتع بالوعي ويعي هذه المرحلة الخطرة، وتستطيع بعض الفئات وبالتعاون وبعد الوعي والادراك الاميركي مسك بعض خيوط الامل ويقل القتل ويتوقف الى حد ما التدمير، ويسطع على استحياء بعض الضوء والامل، الذي يجب ان يساهم به كل من يحب العراق، وكانت الزيارة الاخيرة لرئيس جمهورية العراق الرئيس الطالباني والوفد المرافق الى الكويت، وفي الاحاديث الجانبية يتم الحديث عن الديون الكويتية على العراق، وفي حديث وزير المالية العراقي السيد باقر جبر الزبيدي يقول 'ان العراق لا يطلب من الكويت الغاء التعويضات المترتبة بسبب الغزو بل يدعو الى جدولتها كما يطالب بتخفيض الخصم من 5% - الى 1% او 2%'، واعتقد ان الكويت يجب ان تتبنى ذلك لسبب بسيط ان استقرار العراق سوف يشكل ضمانة اساسية لاستقرار الكويت.. انني لا اتصور ان بلدا يعيش آمنا وفي بحبوحة من العيش، وان جاره لديه آلاف العاطلين عن العمل، ان مساهمة الكويت في رفع المعاناة عن الشعب العراقي واجب كويتي قبل ان يكون واجبا وطنيا وقوميا واسلاميا، وان جهابذة مجلس الامة وتصريحاتهم التي لا تعبر عن فهم وادراك للمستقبل، وكذلك فهم وادراك علم الجغرافيا والتاريخ في حياة الشعوب. ان اسقاط او جدولة الديون والتعويضات العراقية للكويت هي لمصلحة الكويت، ان العراق الآن يملك مئات الجرائد والمجلات والمحطات التلفزيونية التي تبث ويطلع عليها كل مواطن في العراق وخارج العراق، وخلق التوجه الشعبي ضد الكويت وضد الشعب الكويتي ليس لمصلحة الكويت لا حاضرا ولا مستقبلا، خصوصا عندما يرى المواطن العراقي، ان بلدانا اجنبية حول العالم ألغت او جدولت مديونيتها، وان الكويت البلد اللصيق والشقيق ترفض ذلك، يجب ان نعي المسؤولية التاريخية لهذا الوطن، ويجب ان نحميه بالوعي والادراك والفهم الصحيح، حتى نضمن مستقبلا آمنا لنا، ولأجيالنا من بعدنا، ولنعلم ان لديهم برلمانا وبه البعض الذي لا يكن للكويت الود، ولديه القدرة والحجة للتحريض ضد الكويت وشعب الكويت. فرجاء قليلا من الفهم، او التفهم والادراك، حتى لا تتكرر اخطاء الماضي. فيصل المسعود الفهيد |
القبس
تعليقات