بعدما خسرنا عبدالصمد والراشد والعدوة، لم نكن على استعداد لنتحمل خسارة أخرى، هكذا كانت فرحتنا بالدكتور حسن جوهر ـ سعود العصفور

زاوية الكتاب

كتب 1961 مشاهدات 0


 

الراى

سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / ومن لها غير «حسن»؟

 سعود عبدالعزيز العصفور 
 
 
فرحتي بتصويت الدكتور حسن جوهر مع الكويت وشعبها وكراماتهم وحقوقهم الدستورية لا تعادلها فرحة. التسعة والأربعون نائباً والوزير المحلل كانوا بالنسبة لي في كفة وهذا النائب بالتحديد في كفة خاصة به لا يشاركه فيها أحد. ليس في الأمر انتقاص من غيره ولكني كنت أضع يدي على قلبي خوفاً وهلعاً من خسارة هذا الحضور الوطني الجميل المتمثل في الدكتور جوهر. فقد خسرنا قبله الكثير ممن كنا نعتقد فيهم الكثير. خسرنا نائباً اسمه عدنان عبد الصمد، كنا نرى فيه الصلابة في الحق والثبات في المواقف الوطنية، وخسرنا نائباً اسمه علي الراشد كنا نعتقد أن «الوطنية المفرطة» تسري في عروقه مسرى الدماء، وخسرنا نائباً اسمه خالد العدوة كنا نعتقد أن شياطين الفساد لا تجزع إلا من صوته، ولم نعد نتحمل خسارة أخرى، وليس في الإمكان قبول الفاجعة في نائب وطني آخر، وبالأخص إذا كان بمثل نقاء ورقي هذا الإنسان الذي وضع الكويت وشعبها في قلبه وعقله.
لم أتابع الأرقام، اثنان وعشرون أم عشرون؟ هل تزيد رقماً أم تنقص؟ المهم أين هو من هذا كله؟ ولماذا هذا الصمت الطويل؟ وهل سنصدم أم سيأتي موقفه كما نتوقع ونتمنى من شخص لا يحمل في تاريخه إلا المواقف الوطنية؟ ولم يخيب الدكتور آمالنا وأتى كما نحب ونرضى بل وأجمل من ذلك كثيراً. أن تصوت مع إرادة الشعب في ظل هذه المغريات العديدة وتلك الضغوط الجسيمة، فذلك أمرٌ لا يستطيعه إلا الفرسان، وأن تصوت مع كرامة الشعب رغم سيوف الإرهاب الإعلامي المصلتة على المعارضين فذلك أمرٌ لا يقدره إلا الأقوياء الشجعان، وأن تقف بعد ذلك مثل الدكتور جوهر لتعلن أنك لم تبحث عن الأسماء والأشخاص بل بحثت عن الكويت ومصلحتها وصوّت من أجل ذلك، فذلك أمرٌ لا يأتي إلا من «حسن» هو الدكتور حسن جوهر.
مقابلة الدكتور حسن جوهر الرائعة التي تلت يوم التصويت التاريخي، على قناة «الراي»، ومع النائب الذي كسر حواجز الإعجاب واقتحم مملكتها، شعيب المويزري، وفي ضيافة الرائع الآخر عبدالله بوفتين، كانت من طرازٍ مختلف. وصل فيها الدكتور حسن إلى قلوب معارضيه قبل مؤيديه. رأينا الصدق كما يجب أن يظهر، ورأينا الخوف على الكويت وأهلها وطوائفها في عيني نائبنا، ورأينا الحرص على مستقبل هذا البلد وأجياله في كل كلمة خرجت من فمه. تلك مقابلة يجب أن تدرس في مقرر التربية الوطنية لطلاب المدارس حتى يتعلم النشء كيف يكون تطابق الأقوال مع الأفعال، وكيف يمكن لوطن أن يتشكل بأكمله على شكل إنسان اسمه «حسن» جوهر.
دمت لنا يا دكتور رمزاً لكل ما هو جميل في هذا الوطن، ودامت لنا ولك الكويت جميلة بأمثالك.


سعود عبدالعزيز العصفور

 

تعليقات

اكتب تعليقك