هل سيثور الشعب على نوابه «البصّامين» الخانعين؟!.. باسل الزير يسأل

زاوية الكتاب

كتب 903 مشاهدات 0


القبس

لماذا لا يغيّر الكويتيون؟! 

كتب باسل الزير : 

 
«لقد دأب الفلاسفة طوال حياتهم على تفسير العالم، مع إن المهم هو تغييره»
(كارل ماركس)
***
التغيير بشكل عام صعب المنال لكل إنسان «قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون» فليس سهلاً أن يغير الإنسان من أفكاره، من عاداته، من قوانينه، من رؤسائه، فشعارنا السيئ دوماً «الله لا يغير علينا» والتغيير سُنة كونية «والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» والتوسع والتطور والتغير وزيادة الوعي سُنة من سنن الله سبحانه وتعالى ومطلب علمي وحياتي وكوني لكن مشكلة الأفراد أنهم «أعداء ما جهلوا».
ومن هذا القبيل رأينا مجتمعنا الكويتي في الأحداث الماضية حينما امتهنت كرامته وضرب أعضاؤه في ندوة النائب د. جمعان الحربش، حينما قال الشعب رأياً لا غير، لم يثر، لم يضرب، لم يعص، لم يحارب الدولة. قال «كلمات» في ندوة كفلها الدستور ودفاعاً عنه، فردت عليه الحكومة بــ «لكمات» لم ينص عليها أي دستور أو قانون!
نرى شعبنا كشعوب الشرق الأوسط «الحرية» ليست من سلم أولياته، ليس من أعلى قيمه الإنسانية، فلماذا لا نتعلم من قادتنا الفاتحين من الصحابة وآل البيت وأن نكون مظلومين لا ظالمين، فننتصر لذاتنا، وأن نقول بملء ما فينا «هيهات منا الذلة»؟! أن نتعلم «أن العيش في ذل ذل»، لم لا نردد حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»؟ وأن سيد الشهداء سيدنا الحسين صاحب كلمة «هيهات منا الذلة» قدم حياته وحياة أبنائه وأهله على طبق من أجل الحرية وانتصاراً للكرامة «وخير لنا أن نموت ونحن واقفون مرفوعو الرأس م.نْ أن نموت ونحن راكعون»، كما قال غيفارا..
وقبل كل ذلك إن مشكلتنا مشكلة ثقافة، فالحرية ثقافة يجب أن تشرب منذ الصغر حتى نجني آثارها في الكبر. ونحن ككويتيين تربينا على الحرية وولدنا في زمن الدستور والقانون لا في زمن السيف والمنسف وسمعاً وطاعة، وشعبنا قال كلمة «لا» بملء ما فيه حينما أقدم على تقديم استجواب «انتهاك أحكام الدستور والتعدي على الحريات العامة» ولم يرضخ ولن يرضى أن يهان ويداس، حتى لو فشل في مبتغاه وخسر جولته بالاستجواب.
وواجبنا أن ننتصر لشرف الأمة ولشرف الحرية ولشرف الكرامة. فماذا بعد سجن الكاتب محمد الجاسم وسجن الخبير في الدستور د. عبيد الوسمي ومنع الندوات وإغلاق قناة الجزيرة في الكويت؟!
فهل سيثور الشعب على نوابه «البصّامين» الخانعين؟! وهل سيتغير بعض من أعضائنا الحكوميين ويصبحون معارضين وينتصرون للحق والحرية والكرامة والقانون والدستور، في يوم من الأيام ويغيّرون ويستبدلون نوابهم؟!
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً..
باسل الزير

تعليقات

اكتب تعليقك