رئيس الحكومة بعد ان واجه بصدره النواب، عليه في المقبل من الأيام حماية ظهره!.. مقطع من مقالة جعفر رجب
زاوية الكتابكتب يناير 6, 2011, 1:09 ص 1347 مشاهدات 0
الراى
جعفر رجب / تحت الحزام / احمِ ظهرك يا ريس
جعفر رجب
مثل تلاميذ المدارس عندما يحين وقت «غز الإبرة» ويتسحب التلاميذ، يقفون بالطابور، ويتدافعون، بعضهم يتقدم سريعا حتى ينتهي، والبعض الاخر «يتدازز» حتى يكون الاخر على حساب غيره في الفصل، لعل الابر تخلص قبل ان يصله الدور... هكذا هو الوزير الذي يدز غيره ليقف في آخر الطابور، لعل المجلس يعلق، أو يحل، أو تنتهي دورته قبل أن يصل دوره!
مثل المظاهرات العربية، والخطابات النارية التي يلقيها النواب والنشطاء في الاحداث السياسية، فيقومون بسب وشتم وتخوين الرؤساء العرب، والكل يعرف أنهم يقصدون جميع الرؤساء العرب، عدا الرئيس الذي يعيشون في كنفه، الرئيس والمخابرات والامن عارفين وفاهمين وساكتين، وليشتم المجتمعون على كيفهم... هكذا هو الوزير حفظه الله، يسمح بشتم جميع اعضاء الحكومة، ويسمح ان يرفع «شلته» شعارات ان الوزراء موظفون صغار، وانهم فاسدون وانها حكومة فساد... وهو يعلم ان «نوابه»، يقصدون جميع الوزراء ما عداه!
مثل الحارس في الغابات، الذي لا يطفئ النيران انما يجعلها مشتعلة، فقط يبعدها عن بيته وبشته ووزارته، ليس مهما عدد الحرائق المتفرقة، واشكالها واسبابها، طائفية كانت او عنصرية قبلية او فئوية المهم الا تصله، ولذلك سيتزايد مشعلو نيران الاستجوابات، ليس كرها في الحكومة بل عشق في الوزير، ووزراء الاشغال، والتربية، والمالية، والداخلية بانتظار الاستجوابات من اصدقاء صديقهم... فشعار المرحلة «لا تطفئوا الحرائق فقط لا تدعوها تصل الى بيتي!».
مثل كل المسؤولين العرب الذين يمتلكون مناصب وألقابا طويلة وعريضة، دون ان تحمل اي مسؤولية سياسية... فهو المسؤول عن ملف الرياضة، من كرة القدم الى هوكي الجليد والتسلق على الجبال، والمسؤول عن التنمية وكل بناء في البلد، وعن القطارات والانفاق والجسور المعلقة، ومحطات الفضاء، والمفاعلات النووية... وفي الوقت نفسه يستطيع بكل سهولة ان يقول «انا ما لي شغل» انه وزير مسؤوليته توزيع بيوت من ورق على الناس في منطقة غير صالحة حتى للتخييم، يوزع بيتا على اربع زوايا، وآخر على سبعة شوارع، وبيتا على النهر، وآخر مطلا على الغابات...!
*
رئيس الحكومة بعد ان واجه بصدره النواب، عليه في المقبل من الأيام حماية ظهره!
جعفر رجب
تعليقات