كلفة اليوم قد تكون كارثية على الكويت وشعبها برأى وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 886 مشاهدات 0



الراى

وليد الرجيب / أصبوحة / كلفة اليوم
 
لا شك أن لهذا اليوم كلفة، قد تكون باهظة جداً علينا، وقد يسود منطق العقل خلالها، والاعتراف بالخطأ «وانتقاد الذات»، كما كرر سمو رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه مع الأدباء والفنانين.
كلفة اليوم قد تكون كارثية على الكويت وشعبها، إن صحت الإشاعات التي تقول، إن نتائج اليوم ستكون حلاً غير دستوري، لمجلس الأمة وتعليق العمل بالدستور، ونحن إذ نخشى على الديموقراطية في بلدنا، نخشى كذلك من نهج المغالاة بردود الأفعال، وهو الجديد على مجتمعنا الصغير والمسالم.
فلم يكن الضرب والسحل والاعتقال، جزءا من تاريخنا أو عادة من عادات حكوماتنا السابقة، ولم تكن ملاحقة الكتاب والناشطين السياسيين المعارضين وسجنهم، تحت غطاء قانوني شيئاً مألوفاً في تاريخ هذا الشعب، ولم يصل الفساد إلى هذه الدرجة من التفشي، سواء في الدوائر الحكومية، أو فساد المواد الغذائية، والغش التجاري غير المسبوق في حجمه، وبلغ الاستهتار بالقانون وانتشار لغة الكراهية والازدراء مستوى جديدا وقياسيا، دون أن تحرك الحكومة ساكناً، وكأنها تؤيد نهج تفتيت المجتمع.
الكل مستاء مما وصلت إليه الكويت من تردٍ، ومما وصلت إليه الحكومة من فوضى وتخبط، والكل مستاء من الصراع على النفوذ، الذي لن يؤدي إلى الصالح العام، والجميع مستاء من انحطاط لغة الصحافة والفضائيات المشبوهة، وانحطاط لغة الخطاب في الشارع وفي مجلس الأمة، وأخيراً انحطاط لغة رجال الأمن مع المواطنين العزل ومع الأكاديميين.
طلب عدم التعاون مع سمو رئيس الوزراء، ليس خارج سياق الدستور، أو التفافا عليه، بل إن الحكومة هي التي انتهكت مواد الدستور مراراً، وتعاملت معه وكأنه لا يوجد دستور يحكم وينظم القوانين في دولة الكويت، وليس لدينا وهم بأن مقدمي كتاب عدم التعاون سيزدادون ليمثلوا أكثرية، لكننا نقول وكما قال الدكتور أحمد الخطيب: إن نجاح الاستجواب التاريخي، هو التأكيد على أهمية الدستور والقوانين، وفرض هيبة النظام الدستوري.
لقد صنعت الأحداث الأخيرة فرزاً في المواقف والآراء، سواء بين النواب أو بين الكتاب أو المثقفين، ويبدو أن كرامة الناس التي ديست بكل وحشية، من خلال ضرب القوات الخاصة لنواب الأمة وركل المواطنين العزل بالبساطير وشتمهم، وسحل أكاديمي وخبير دستوري، سيعري مواقف البعض الذين سيكابرون، ولكن التاريخ لا ينسى وذاكرة الناس قوية.
نرجو من كل قلوبنا أن يمر اليوم بسلام، وأن تكون كلفته علينا «مقدور عليها»، ونرجو أن تعي هذه الحكومة، أنه لا أفق لمعاداة الشعب، ولا أفق للتضييق على الحريات وقمع الناس، وعسى الله أن يهدي الجميع.


وليد الرجيب

تعليقات

اكتب تعليقك