أنا لم أتغير، بل من تعاطفتم معهم هم في تغير لا ثبات، نواف الفزيع ردا على من يدعي بتغير مواقفه بالفترة الأخيرة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1444 مشاهدات 0


مداولة
 

تغير أم ثبات؟

 
كتب , المحامي نواف سليمان الفزيع
   
 
 
يقول علاء الأسواني «أحد أبرز روائيي مصر الحاليين» في مقال له الآتي: «نحن – المصريين – أشبه بمجموعة من لاعبي الكرة الموهوبين لكن المدرب لا يحبنا ولا يحترمنا ولا يريد إعطاءنا الفرصة أبداً وهو يستعمل في الفريق لاعبين فاشلين وفاسدين يؤدون دائماً الى هزيمة الفريق.. في قوانين الكرة من حق اللاعب إذا جلس على دكة الاحتياطي موسماً كاملاً أن يفسخ العقد.. مصر كلها جالسة على دكة الاحتياطي منذ ثلاثين عاماً تتفرج على هزائمها ومصائبها ولا تستطيع حتى أن تعترض.. أليس من حق مصر بل من واجبها أن تفسخ العقد؟!.
الكويت ومصر يا علاء على دكة الاحتياطي!
يعتقد بعض البسطاء ممن تعاطفوا مع جماعة «إلا الدستور» أن مواقفنا تغيرت وأننا ابتعدنا عن المعارضة عطفاً على مواقفنا السابقة من جماعة «إلا الدستور» وانتقادنا لعدد منهم ولهم نقول إننا ما كنا في تغير بل في ثبات وان البعض ممن تعاطفتم معهم هم في تغير لا في ثبات!
لأننا رافضون أن نجلس في دكة واحدة مع من نجح بشراء الأصوات أو نجح عبر انتخابات فرعية صرنا متغيرين أم من جلس وتحالف معهم وهو من حارب شراء الأصوات وجرم الانتخابات الفرعية وصار اليوم يرى في هؤلاء حماة للدستور؟
قدمنا وتفاعلنا مع الكثير من القضايا لكنها كانت بعيدة عن شوارب الفئة الأكبر من جماعة «إلا الدستور» على الرغم من نزاهة تلك القضايا وعدالتها وتعديها على الدستور، فأين %90 من جماعة «إلا الدستور»؟
الزميل العزيز محمد الدلال «المحامي وأمين عام مكتب حدس» شخص نعزه ونقدره ونحترمه على اختلاف بعض مواقفنا معه ومن ضمن اختلافاتنا معه مجموعة الـ26 التي كان عضواً فيها، تلك المجموعة التي وقفت موقفاً ظـالماً ضد المقترضين والظلم المحيق بهم هو اليوم ضمن مجموعة «إلا الدستور» وتريدون أن ننسى انطلاقاتنا المبدئية في مجموعة الـ26 وننغمس أو ننقاد انقياد الخرفان مع «إلا الدستور» لمجرد غبن قبلي نحن أول من أحسسنا فيه وتنادينا برفعه، لكننا لن ننقاد من خلاله لمجموعة رأينا فيها مواقف ساهمت في هذا الغبن بل في غبن الكويتيين البسطاء على حد سواء.
عندما دفعت الحكومة 400 مليون دينار لشراء مولدات سكراب في عام 2007 من غير الميزانية ومن غير اعتماد إضافي رخص له المرسوم كما حدد لنا الدستور، نعم الدستور وفي مواده أين جماعة «إلا الدستور» من ذلك؟
لماذا لم يطلع لنا أحد ويصرخ «إلا الدستور» وقد انتهكت مادة دستورية واضحة وضوح الشمس؟ اسألوهم ونتحدى أن يردوا والله نتحدى أن يردوا، فلهذا صرنا متغيرين من ظل في صراخه ومناشدته طوال الزمن الذي مضى لانتهاكات الدستور والاعتداء على المال العام وعلى كرامات الناس وما وجد لا صدى ولا تجاوب إلا من فئة لا تتجاوز إلا أصابع اليد في المجلس أصبح المتغير لأنه يرفض أن يضع يده مع من هم أعداء الدستور ومنتهكوه عبر سكوتهم السابق وعبر انتهاكهم أنفسهم له صار المتغير؟؟
من وقف مع الناس ضد عبث القروض ترويدونه اليوم أن ينسى جراح الناس ومآسيهم ليضع يده مع من تواطأ وتآمر على هذا العبث حتى لا نكون متغيرين ونرضى تهم المصفقين؟!
قلناها من قبل ونقولها من جديد كما قال الإمام الحسين «طريق الحق موحش لقلة سالكيه» وكلما ازددنا شعوراً بالوحشة والوحدة كلما تمسكنا أكثر على ما نحن فيه، هؤلاء يبحثون عن صناعة انتخابية تضمن كراسيهم في خضم عتمات بحر الدوائر الخمس، لهذا سيختلقون كل الأساليب الدعائية المدغدغة لعواطف الناس البسطاء المغبونين من ظلم الحكومات وتجاهلهم لحقوقهم بل وتعديهم عليها.
ظلمة دكة الاحتياطي التي وضعت فيها الكويت طوال السنين التي مضت زرعت شعور الإحباط والظلم واليأس لدى الكثيرين، لهذا سترونهم يتوجهون مع كل صوت عال متناسين بذاكرة القطط تاريخ بعض من هؤلاء ممن داسوا على كرامة الشعب والدستور مرات عدة ولم يحاسبهم أحد بل لم يسألهم أحد.. فهل نعد في ذلك متغيرين إن رفضنا أن نمد يداً لهم أم ثابتين؟ وهل من مد اليد لهم بعد مواقفه السابقة منهم ألا يعد بذلك هو المتغير؟

المحامي نواف سليمان الفزيع  

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك