عبداللطيف الدعيج يُسجل الفرق بين المتعاونين والموالين للسلطة، قديما وحديثا ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2106 مشاهدات 0


موالون فطريون ومتعاونون انتهازيون 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
في بداية التحول الديموقراطي، كان لدينا نواب هم الأغلبية في مجالس الامة، أطلق عليهم لقب «الموالون» لخضوعهم التام للحكومة او لرجالات السلطة واقطاب النظام. الموالون وقتها، الله يذكر بالخير الحي ويرحم المتوفى منهم، من مثل علي الفضالة، وعبدالكريم الجحيدل، وعباس مناور، وحمد العيار وبقية نواب العوزام، الذين كانوا يدينون بالإخلاص للمرحوم الشيخ سعد العبدالله، كانت موالاتهم حقيقية وصادقة. هم مخلصون للنظام ومطيعون للشيوخ، تربوا على ذلك وتشربوه. بل ان بعضهم اعتبر نفسه النظام والسلطة، وليس جزءا منها او تابعا لها.
هذه الايام بالكاد لدينا موالون، والنظام والشيوخ يفتقدون بشكل جدي المخلصين والمطيعين لهم. أغلب اعضاء مجلس الامة، وبالذات موالو العهود السابقة انقلبوا الى معارضين بسبب تعقد الاوضاع والتطور النسبي لوعي الناخبين. حاليا ليس لدينا موالون حقيقيون، بل ما نفضل ان نطلق عليه «متعاونين» موسميين. أغلب هؤلاء المتعاونين انتهازيون، تحدد مواقفهم العطايا والوعود وأحيانا «الشيكات» التي اشتهر بتوقيعها حسب الادعاءات الشيخ ناصر المحمد. بل ان سبب الازمة الحالية يعود أساسا الى هذه الشيكات التي خصصت لشراء اصوات «المتعاونين» كما يزعم البعض، حيث يعود اصلها الى استجواب النائب فيصل المسلم الذي تم إجباره او دفعه على إظهار صورة للشيكات التي يزعم انها استخدمت لشراء ولاء بعض النواب.
كل شيء يتطور، وكل شيء يتعقد، او بالأحرى يتضخم مع الزمن. كلفة الموالين في الستينات والسبعينات كانت مثلهم، بسيطة وعفوية، تجديد رخصة قيادة او اسقاط غرامة. في الثمانينات والتسعينات تطورت الى وظائف والى استثناءات في الترقية او التعيين. اما هذه الايام فقد اصبحت الموالاة او بالأحرى «التعاون» تجارة رابحة ووسيلة لجني الاموال، سواء المباشرة كشيكات للمتعاونين «الحفاي» او مناقصات وتسهيلات تجارية للغني والمتنفذ منهم.
المؤسف ان تفقد السلطة الموالين لها بسبب السياسات الخاطئة والانحيازات الظالمة، والمؤسف أكثر ان تضطر الى شراء الانتهازيين والمتسلقين الذين يتكسبون على ظهر الناخب الذي يدفع الثمن، مما يسميه البعض بالمال العام، او بالأحرى جيبه الخاص.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك