وليد الغانم يتساءل: هل يعتبر استخدام الادوات الدستورية ان كانت بخلاف رغبة ولي الامر عصيانا له؟

زاوية الكتاب

كتب 944 مشاهدات 0


طاعة ولي الأمر بين النيباري وهايف 

كتب وليد عبدالله الغانم : 

 
برز مفهوم «طاعة ولي الامر» بشدة الايام الاخيرة إثر قيام كتلة «إلا الدستور» بالتصعيد في معارضتها للحكومة الحالية، وتجاوزت استجواب رئيس الحكومة الى مرحلة التصويت على عدم التعاون، مما اثار بعض السياسيين في الكويت..
السيد عبدالله النيباري (المنبر الديموقراطي) والنائب محمد هايف (ثوابت الامة) اختلفت منطلقاتهما، وتباينت اعتباراتهما، لكن اتفقت اقوالهما في رفض استخدام مبدأ طاعة ولي الامر في هذه الاحداث، وهذا الموقف المشترك بين الاضداد سببه الرئيسي رفض الاثنين لاستمرار الحكومة الحالية..
أ. عبدالله النيباري يقول انه لا وجود لمبدأ طاعة ولي الامر في الدستور، او بمعنى اخر إن لولي الامر حق الطاعة طالما كانت اوامره وفقا للدستور، أما إذا كانت اوامره مخالفة للدستور فان الطاعة لا محل لها، وفق قواعد النظام السياسي الكويتي واسسه.
اعتقد انه ليس كل ما نواجهه من احداث قد تطرق إليها الدستور الكويتي، ففي الغزو العراقي الغادر اتخذت الحكومة الكويتية من الخارج مقرا لها، وزاولت اعمالها بالكامل واستمرت الاجهزة المدنية والعسكرية والدبلوماسية في القيام بواجباتها، ولم يكن ثمة مجلس للامة، وكل هذه الامور ـــ وفق علمي ـــ ليس لها اصل في الدستور.
محمد هايف لا يعارض طاعة ولي الامر، من حيث المبدأ، لكنه في حالة استجواب الرئيس وعدم التعاون معه يعتقد ان ذلك لا يتوافق مع الطاعة التي قوامها الصدق والاخلاص في ابداء الرأي. ولذلك، هو يقول ان التصويت على عدم التعاون لا يعتبر مناهضة لرأي ولي الامر، اذ هذا ما قرره الدستور، وهو الوثيقة التي تنظم العلاقة بين الاطراف جميعا.
لا اعتقد أن ثمة خلافاً على أن الاصل أن أوامر ولي الامر متفقة مع الدستور الكويتي، وبالتالي لا حاجة لعصيانها، وفق مبدأ النيباري، ولا مبرر لرفضها، وفق موقف هايف، وليس في هذا اي اشكال.. ولكن من ناحية شرعية السؤال الذي يطرح: هل يعتبر استخدام الادوات الدستورية ان كانت بخلاف رغبة ولي الامر عصيانا له؟
الموضوع الاهم في هذه القضية السؤال عن البديل لطاعة ولي الامر لو ان قراراته لم تكن متوافقة مع الدستور، وفق رأي المعارضة السياسية، وما آلية التعامل مع تبعاتها المحلية، وما الطريق الذي سنصل اليه لو حصل تصادم من جديد بين السلطة والشعب؟ انها اسئلة حقيقية تحتاج الى التأني والتعقل والحكمة والبصيرة في الاجابة عنها.. وللحديث بقية.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك