المحاكمة في الاستجواب برأى سعود العصفور لم تكن لشخص الرئيس بل هي لنهج حكومي آن له أن ينتهي
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2011, 1:09 ص 1018 مشاهدات 0
سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / من أجل الكويت... اقرأوها عدل
بغض النظر عن نتيجة التصويت على كتاب «عدم التعاون» مع سمو رئيس الوزراء، وسواء حصلت المعارضة على العدد الكافي لتمريره أو نجحت مساعي الحكومة، واغراءاتها، في جلب البعض إلى صفها أو في تحييدهم على أقل تقدير، يبقى أهم ما في هذه مرحلة ما بعد التصويت هو القراءة السياسية الصحيحة لما أسفرت عنه هذه الأحداث التاريخية.
المحاكمة في الاستجواب لم تكن لشخص سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد كما وضح ذلك مرات عدة المستجوبون، بل هي لنهج حكومي آن له أن ينتهي. هي محاكمة لنهج الاستخفاف بالسلطة التشريعية من خلال تعطيل جلسات مجلس الأمة تحت ذرائع مختلفة الغرض منها الانتقام الشخصي من نواب الأمة. هي محاكمة لنهج استفزاز المواطنين من خلال الإعلام الفاسد والتشكيك بمواطنتهم وانتماءاتهم لهذا الوطن. هي محاكمة لنهج الاستقواء بقوة العصي والهراوات على قوة الدستور والقانون والحريات. هي محاكمة لنهج التقليل من شأن الكتل السياسية الفاعلة في مقابل غالبية برلمانية هشة تربطها المصالح وتحركها الإغراءات.
قراءة نتائج هذا الاستجواب والتعامل معه على أساس معالجة الأسباب التي أدت إليه هي الطريق الوحيد أمام السلطة لكي تضمن عدم تكرار مثل هذه الأحداث، والسبيل الوحيد أمامها لضمان عدم حصول نواب المعارضة على مثل هذا العدد الكبير من الأصوات النيابية في ما هو قادم من الأيام، لأن استمرار الأوضاع الحالية سوف يقود مرة ثانية وثالثة ورابعة إلى مثل هذه الأحداث وبالتالي إلى استجواب رئيس الحكومة وطرح كتاب عدم التعاون معه مرة أخرى على طاولة التصويت، وليس في كل مرة ستسلم الجرة يا «سلطة».
أول طرق المعالجة التي يجب أن تنتهجها السلطة هي في إيقاف دعم، بعض اطرافها، لقنوات الإعلام الفاسد والابتعاد عن توفير الحماية السياسية والقانونية لها، فخسائر السلطة من دعم هذه القنوات أكبر بكثير من أرباحها، والدليل على ذلك تحول مناطق اجتماعية معروفة بالولاء التام للسلطة إلى مناطق تموج بالتيار المعارض المتطرف. استمرار مثل هذه المنافذ الإعلامية في استهداف فئات الشعب الكويتي والتهجم عليها لن يقود إلا إلى المزيد من الاحتقان والمعارضة وستدفع ثمنه السلطة في القادم من الأيام من دون شك في حال لجأت إلى الشارع مرة أخرى لاختيار ممثليه في مجلس الأمة.
وثاني طرق المعالجة، والتي يجب ألا تغيب عن ذهن القيادة السياسية، هي في التوقف عن أسلوب الملاحقة الشخصية للمعارضين، والتوقف عن استغلال الغالبية البرلمانية في الانتقام الشخصي من معارضيها، والبدء في محاولة احتواء المعارضة من خلال تحرك جدي وواضح لتنفيذ القوانين المعطلة في مجلس الأمة من دون تعطيل للجلسات في سبيل رفع حصانة عن نائب. انحصار تفكير السلطة في رغبة الانتقام من خلال الملاحقة السياسية والقضائية لن يقودها إلا إلى المزيد من الأخطاء الفادحة، وكل خطأ فادح سيقود حتماً إلى المزيد من المعارضة والاحتقان.
وثالث طرق المعالجة، هي في ابتعاد السلطة برموزها عما يمكن أن يشير إلى دعمها لرموز التفكيك والتقسيم في المجتمع الكويتي، لأنه من غير المعقول قبول ادعاء السلطة الحرص على وحدة المجتمع وتماسكه في ظل تقريبها لأهم أدوات تفكيكه وتقسيمه بشخوصهم وقضاياهم.
هذه وصفة علاج سريعة لعل وعسى أن يجد فيها من يريد لهذا البلد الخلاص من دوامة التأزيم والاحتقان، وإن كنت غير متفائل بوجود من يسمع ويفهم ويعي خطورة المرحلة. والله خير حافظ.
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات