نعانى التأزيم فى كل مجالات الحياة فى الكويت بسبب التيارات السياسية ..فحوى مقالة هيلة المكيمي

زاوية الكتاب

كتب 332 مشاهدات 0



ثقافة التأزيم.. حالة من الترف السياسي!!
هيلة حمد المكيمي 

تعتبر المفاهيم والممارسات الثقافية أحد أبرز معوقات التنمية في الدول العربية، وقد حظي عدد من الجدليات الثنائية كجدلية الأصالة والمعاصرة باهتمام كبير باعتبارها أبرز تلك المعوقات الثقافية. فبدلا من الأخذ بأسباب تقدم المجتمعات كالعمل وفقا لأدبيات المجتمع المدني والمكتسبات الديموقراطية وتحرير الاقتصاد، انشغل العرب في جدليات مدى مواءمة تلك المفاهيم الغربية للثقافة العربية والاسلامية تجنبا للعيش في حالة من التأزيم ما بين ثقافتين مختلفتين، وقد أخذوا ردحا من الزمن حتى باتت التيارات الدينية بما فيها السلفية تطالب جهرا بالتعددية السياسية والأغلبية البرلمانية ونظام الأحزاب.

الا ان التيارات السياسية في الكويت أضحت تقدم حالة مختلفة من التأزيم تتمثل في التأزيم من داخل الثقافة الواحدة بدلا من حالة الثقافتين، مما جعلنا نعيش في حالة من التأزيم الدائم، بل أضحت جميع أوجه حياة الكويتيين مادة للتأزيم والتجاذب السياسي فعطلة الاسبوع مشروع تأزيم، التعليم المشترك تأزيم، مشاركة المرأة السياسية تأزيم، استخدام البلوتوث تأزيم، حتى طريقة اللباس تأزيم!!!!

لم يغفل البعض من النواب ايضا على تحويل المهرجانات الموسمية ـ المحدودة اصلا ـ لحالة من التأزيم كاقامة الحفلات والرقابة على معرض الكتاب السنوي، الطريف ان دولة مثل تونس تجرى فيها ما لا يقل عن عشرة مهرجانات ثقافية سنويا تمر بنجاح حيث تساهم في دعم الاقتصاد وايجاد فرص عمل للآلاف من المواطنين إلا اننا لم نسمع قط عن حالة تأزيم ثقافي ـ سياسي بل انها أضحت بلدا لملتقى الثقافات.

قد أتفهم ان تجاوزات في مؤسسات هامة كتلك التي مرتبطة بالاقتصاد ومستقبل الدولة تخلق حالة من التجاذب السياسي ولكن حينما يكون التأزيم حول قضايا أقل أهمية أقرب لان توصف بالهامشية فذلك مؤشر خطير ودلالة على اننا نعيش حالة من الترف السياسي تفتقد فيها كلا المؤسستين الى رؤية هامة وواضحة تتجسد فيها أبرز تحدياتنا الاقتصادية والاقليمية لعقد قادم من الزمن.

ساهمت تلك الممارسة في ايجاد حالة عامة من الاحباط ما بين المواطنين ولاسيما في ظل النقلات النوعية التي تحققها عدد من الدول الخليجية المجاورة، كما ان حالة التأزيم الدائم ساهمت في خلط الأوراق لاسيما ما بين المهم والتوافه من الامور.

ان ثقافة التأزيم التي نعيشها في الوقت الحالي والتي في الأصل حالة من الترف السياسي لن تحتملها الكويت في المستقبل القريب، فما نعيشه من طفرة مالية ونفطية هي نتيجة جملة من العوامل الاقليمية والمتغيرات الدولية التي لن تتكرر، فإما ان نحسن توظيف الفوائض بغرس ثقافة جديدة للعمل والانتاج وإلا لن ترحمنا أجيال المستقبل!!

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك