حزب 'حشد' أفضل نسخة كرتونية للقوى السياسية التى ابتلشنا بها فى الكويت، ولم نسمع له برنامجا او خطا او عقيدة، او حتى فكرة مطروحة للنقاش..مقالة عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب نوفمبر 19, 2007, 8:01 ص 490 مشاهدات 0
كل من طق طبلة قال أنا قبلة
بقلم: عبداللطيف الدعيج
آخر نكتة انطلقت في الكويت هي تحول التكتل الشعبي الى حزب سياسي، وبمسمى رنان 'حشد'. اصل النكتة يعود الى اننا في الكويت ابتلشنا بمجاميع وكتل دينية وشعبية وقبلية حولت نفسها الى 'قوى سياسية' دون ان يكون لديها الجذور الحقيقية او الصلات الصلبة بالعمل السياسي، والتكتل الشعبي هو افضل نسخة كرتونية منهم.
كتلة العمل الشعبي حسب الزعم سينضم اليها ثلاثة آلاف منتسب. يعني اكبر واضخم حزب سياسي 'غير حكومي' في المنطقة. وانا اعني منطقة الشرق الاوسط. اكبر حزب سياسي في الشرق الاوسط قائم على مطالب شعبوية وحماس جماهيري بالتهام الدخل الوطني. هذا ليس تجنيا وليس مبالغة، فالتكتل الشعبي الذي دعا الثلاثة آلاف منتسب للانضمام اليه لم يطرح وجهة نظر سياسية في اي شيء بعد، ولم نسمع له برنامجا او خطا او عقيدة، او حتى فكرة مطروحة للنقاش. الحزب السياسي اما عقائدي معني بالثورة على الاوضاع ونسفها او اصلاحي لديه سياسة تختلف عن سياسات الآخرين وبالذات الحكومة. التكتل الشعبي ليس لديه لا سياسة ولا منظور ولا حتى برنامج، وبالتأكيد ليست لديه عقيدة.. عن خلق الله عقيدة الاستحواذ.. بس هذي لا تكفي لانشاء حزب سياسي. كل ما لدى التكتل هي مطالبات مادية ورغبة بالتهام الدخل الوطني بلا عمل او حتى مبرر. وكل ما لدى التكتل هي ملاحظات وقضايا قديمة على وزراء المالية يتعمد اعضاؤه، ومسلم البراك في المقدمة، اثارتها في وجه كل وزير مالية جديد. حتى الحكومة المتهمة بانها ما تعرف تدبر نفسها عارفة للتكتل الشعبي ولقدراته، لهذا دورت وزير المالية الى النفط، لان التكتل الشعبي لم يستجوب وزيرا غير وزير 'المالية' حتى الآن. (استجواب الشيخ علي الجراح كان بسبب الناقلات).
الاحزاب تبني نفسها من القاعدة الى اعلى، 'حشد' شكل القيادة ووصل الى مجلس الامة، والآن تبحث القيادة عن قاعدة جماهيرية لها.. وهذا على فكرة لم يحدث ولا يحدث الا في الكويت!
القيادات الحزبية تشكل وتنظم اعضاءها بعمل جبار وطاقة خلاقة للقيادة يتم فيها بذل الجهد والمال لنشر فكر الحزب وسياساته. قيادة التكتل الشعبي او 'حشد' تستخدم المال العام والثروة الوطنية لشراء الاعضاء وتجييش الانصار، فما أسهلها مهمة وما أقبحها من وسيلة للانتشار!!
تعليقات