أوراد جابر الاحمد تستغرب تصريح وزير الداخلية أن البدون ضيوف على الكويت..وتتساءل هل الكرم الكويتي هل هو فى حرمانهم من كل حق؟

زاوية الكتاب

كتب 1420 مشاهدات 0



خمسون عاما وما زالوا ضيوفاً ياوزير الداخلية! 
 
كتب أوراد جابر الاحمد الصباح

 

استوقفني تصريح وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الصباح للصحافة عن البدون عندما قال إن أبناء تلك الفئة ضيوف على البلاد الى ان يتم حسم الملف بشكل نهائي..!

في الحقيقة لاأدري من أين أبدأ تعليقي على هذه العبارة .. هل أبدأ من الضيف الديناصور أو من طرق إكرام الضيف المتبعة في وزارة الداخلية أو من المدة الزمنية المفترضة لحسم هذا الملف وخصوصا أن الوزير صرح بأن «البدون مسألة سهلة ولكن نحن عقدناها»

سأبدأ بالضيف الديناصور .. الكل يعرف إن استقبال الضيوف عادة يكون لساعات وربما لأيام معدودات وفي أحيان أخرى لمدة شهر كما هو متبع عند استخراج كرت الزيارة وعادة خلال تلك المدة نقوم بإكرام الضيف ونحيطة بكل الرعاية والاهتمام ونشيله بعيوننا ومانقصر علية بشيء ونتحمله على حساب صحتنا ووقتنا وأموالنا حتى نحوز على رضاء الضيف ومايتركنا إلا وهو مرتاح ومستانس؛ وكذلك الدولة تستضيف الرؤساء والأمراء والملوك والوفود الرسمية وتقيم المؤتمرات المختلفة تبذل خلالها مافي وسعها لإظهار وجه الكويت المشرق والمضياف؛ وكل ماسبق شيء عادي وطبيعي ولكـــــــن عمرنا ماسمعنا عن ضيوف صار لهم فوق الخمسين سنه ضيوف إلا في الكويت ؟ عمرنا ماسمعنا عن ضيوف محسوبين مع تعداد السكان ككويتيين في إحصاءات الدولة الرسميه إلا في الكويت؟ عمرنا ماسمعنا عن ضيوف يدزونهم يحاربون عنهم في مصر وسوريا إلا في الكويت ؟ عمرنا ماسمعنا عن ضيوف يحرسون أمير الدولة المستضيفة إلا في الكويت ؟ عمرنا ماسمعنا عن ضيوف يدافعون عن حدود الدولة المستضيفه إلا في الكويت؟ عمرنا ماسمعنا عن ضيوف يتزوجون بنات الدولة المستضيفة ولما الله يرزقهم عيال مايعترفون في عيال بناتهم إلا في الكويت ؟ عمرنا ماسمعنا عن جيش أكثر من نصفه ضيوف إلا في الكويت؟

زين ... فلنفترض جدلا بأن البدون ضيوف ... وين إكرام الضيف اللي متعودين علية كعرب ومسلمين ؟ هل إكرامهم بمنعهم من العلاج والتعليم ؟ أم إن إكرامهم بطردهم من بيوتهم الشعبية المتهالكة ؟ أم إن إكرامهم بتسريحهم من عملهم وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد وتجويعهم الى درجة لايمكن لأي إنسان أن يتحملها؟ أم إن إكرامهم بحجز أموالهم وحجب نهاية الخدمة طوال سنوات شقاهم وإهانتهم؟ أم إن إكرامهم بمنعهم من توثيق عقود الزواج والطلاق؟ أم إن إكرامهم بملاحقتهم حتى في قبورهم بحرمانهم من استخراج شهادة وفاة؟ أم إن إكرامهم بمنعهم من العمل والتنقل والقيادة؟ أم إن إكرامهم بعدم تطعيم أطفالهم الأبرياء؟ أم إن إكرامهم بالنظرة الدونية والألفاظ البذيئة والتحقير؟ أم إن إكرامهم بتغيير مسماهم سبع مسميات منذ الخمسينيات من بادية الكويت الى مقيم بصورة غير قانونية والآن ضيف؟ فهل هذا هو الكرم الذي سيسجله لنا التاريخ؟

معالي وزير الداخلية يفخر بوسام التحرير الذي تقلده عندما كان قائداً للقوات الكويتية في المملكة العربية السعودية .. وبحكم قيادته فهو خير من يعلم عدد البدون «الضيوف» في جميع وحدات الجيش الكويتي ممثلة بالقوات البرية والجوية والبحرية وهم أيضا يفتخرون بوسام التحرير الذي تلقوه من سمو الامير الراحل طيب الله ثراه ومن قائد قوات العربية الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز فهم معلقين الوسام على حائط الصالة في الشقة بعد أن تم تسريحهم من العمل ومن ثم طردهم من البيت الشعبي «الجينكو» والمكافأة الأعظم لهؤلاء الأبطال الذين حملوا السلاح دفاعا عن الوطن بكل شجاعة وبسالة هو إحالتهم الى بيت الزكاة لتلقي مساعدات مالية بسيطة لاتتعدي الـ150 ديناراً كل 6 شهور.

اخيرا فليتأكد معالي الوزير بأن البدون يوافقونه الرأي بان الجنسية الكويتية ليست «كأسا تهدى» بل هي حق لمن تتوافر به شروط الاعمال الجليلة في خدمة الكويت وعلى رأسهم الشهداء والعسكريون في وزارتي الداخلية والدفاع وياليت معالي الوزير يدقق في الكشوف الجديدة ويطلب من لجنة الجنسية ماهية العمل الجليل لكل اسم مطروح للتجنيس وأيضا اسم الشخص الذي توسط له وأيضا يأمر بفتح الملفات القديمة لمن حصل على الجنسية الكويتية وسيتأكد بأن الكثير منهم تم إهداؤهم هذا الكأس من غير أعمال جليلة ولايحزنون وسيرى أن من توسط لهم في الحصول على الجنسية الكويتية هم من أشد المعارضين للتجنيس ... فهل سيجرؤ وزيرنا الجديد بونواف بكشف تلك الكشوف وإعلان أعمالهم الجليلة المزعومة ومن توسط لهم وأهداهم هذه الكأس أمام الشعب الكويتي أم أن تلك الكشوف ستظل سرية ولن ترى النور مطلقا ؟ والسؤال الذي يبحث عن إجابة هو هل سيظل البدون «ضيوفاً» خمسين عاما أخرى الى أن يتم الإنتهاء من توزيع الكؤوس على غير المستحقين؟
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك