يشجبون الإعتداء على الجويهل، ويتجاهلون أحداث ديوان الحربش، تركي العازمي ' ودّه يعرف' كيف نقبل ان يحصل هذا في الكويت ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1939 مشاهدات 0


تركي العازمي / ... زمن فوضوي!
 

هذا هو الزمن الفوضوي، هذا هو الزمن الذي لا يدعنا ولو من باب الخيال توقع حدوث فصول أحداثه الأخيرة، يشجبون حادثة الاعتداء على الجويهل والتي نحن نرفضها بالطبع ولكنهم تجاهلوا أحداث الأربعاء، و... «بس ودّي أعرف كيف نقبل أن يحصل هذا في الكويت؟»!
يقولون «ما خاب من استشار»... فهل حاولنا فهم الحاجة للاستشارة في أوضاع في غاية الحرج مثل تلك التي عبرت البلاد من خلالها انتكاسات لا يقبلها عقل مستشار عاقل متزن، وانني كنت على يقين بأن تضخيم الأحداث وتجاوزها حد الكياسة والأدب المقبول لابد وأن تكون له ردود عكسية سلبية.
كذب وافتراء، صورة منافية للواقع تنتهك فيها أبسط مقومات الحرية، حتى الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم تربط يداه ورجلاه وهو في المستشفى الصدري... حتى المريض لم تحترم آدميته فماذا بتوقع البعض ممن وجه عتابه لنا في عدم الكتابة عما حصل في ديوان السعدون وديوان الحربش مساء الأربعاء الذي رمى الأقنعة عن بعض الوجوه، وهو واضح من ردود الفعل بعد تلك الأحداث.
صحيح ان المولى عز شأنه ذكر في محكم تنزيله : «وقفوهم انهم مسؤولون» فمن غير المساءلة لا تصلح حال العباد والبلاد ولكن من يسائل من؟ ان لوحوا في استخدام أداة الاستجواب الدستورية حشدت الرجال، «أي رجل» يقبل الوقوف ضد استخدامها ويسمح بضرب القانون واستغلال الحرية في غير مكانها التي حددها المشرع الكويتي... انها كارثة الزمن الفوضوي الذي نعيش أحداثه!
أحياناً يكون للكلام المتزن وقع خاص وتجد من يستمع له ويأخذ بمشورته، وأحياناً نردد «خذ الحكمة من أفواه المجانين»، نعم اننا مصابون بفقدان جزئية في غاية الأهمية وهي «التعقل والاتزان» في تدبير أمورنا وحل اختلافاتنا من دون ضجة مفتعلة من هنا وهناك!
ولأننا وصلنا الى حالة الاختلاف في الكيمياء الشخصية صرنا غير مدركين لدوافع بعض ردود الأفعال وان أصعب شيء في العالم يكمن في «المكابرة، العناد» في التعاطي مع شؤون تخص كل بيت كويتي!
على أي حال اننا نود أن نذكر بأنه سيأتي اليوم الذي تذهب فيه الأرواح الى خالق البشر وعندما يترك العبد في «حفرة القبر» فلن تنفعه التكتيكات وسيترك المصالح الذي سعى للحصول عليها ويبقى ذلك المسكين في درب اتجاهه واحدا وان استطاع تجاوز المحاسبة في الزمن الفوضوي فانه لن يجد مفراً من حساب المولى عز وجل!
اتقوا الله فينا... فما يحصل كارثة بكل المقاييس ووجب علينا استشارة العقلاء الحكماء كما كان يحدث في السابق، واننا حينما نذكر البعض فنحن فقط نريد لهم السلامة في ما تبقى من فعاليات حياتهم الزائلة ونتمنى لهم زيادة في رصيد أعمالهم الصالحة يوم العرض على رب العباد... والله المستعان!

تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك