نواف ساري للحكومة: هناك غضب شعبي لم يعبر عنه الا فئة بسيطة في المجتمع تتمثل في بعض أعضاء مجلس الأمة وبعض كتاب الصحافة ؟!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 14, 2010, 11:29 ص 2161 مشاهدات 0
قلم شعبي
كرامة شعب
كتب المحامي نواف ساري
المنظر المأساوي الذي شهده كل أهل الكويت شعبا وحكومة والمتمثل في ضرب أعضاء مجلس الأمة وسحل استاذ جامعة على الأرض، أجزم انه لايرضي كل الكويتيين بما فيهم اعضاء حكومتنا فإذا كانت سياسة الحكومة السابقة قبل الاعضاء تتمثل بتهميش دورهم ووقف بعض معاملاتهم ثم تطور الامر لاحقا إلى تشجيع بعض قنوات الفتنة على سبهم وقذفهم فهل وصل الأمر- بعد ان فشلت كل هذه الوسائل- إلى ضربهم واهانتهم والذي يتعارض مع بلد المؤسسات المدنية هذا المبدأ الجديد الذي لايمكن ان نقول عنه انه يمثل سيادة القانون، وإلا ماذا نقول عن استاذ جامعة يسحل على الأرض ويضرب بالهراوات ونائب يخرج في قناة تلفزيونية يعبر عن رأيه ويده تلف لأنها كسرت من قبل سلطات الأمن والصحفي محمد سندان يرقد حاليا بمستشفى الصباح في حالة حرجة، بالله عليكم هل من ممكن ان تؤدي سيادة القانون إلى هذه الأفعال ان هذه الأفعال إن اردت ان اسميها فلن اجد من تسمية إلا إهانة القانون.
ان هذه التصرفات الدخيلة على مجتمعنا المتأنف المتكاثف الذي سطر كل البطولات دفاعا عن الكويت وعن شرعيته لايمكن ان تكون جزاء هذا الشعب اهانته وإهانة نوابه وفعالياته الشابة إن وطن الدستور والحرية والديمقراطية لايمكن ان تكون هذه هي ردة فعله على ممثل الشعب حينما يكون هناك اختلاف بين الرأي والرأي الآخر أو حتى تجاوز بسيط من وجهة نظر الحكومة على القوانين خاصة اذا ما علمنا ان هناك قضاء يطبق على متجاوز القوانين فلا يمكن ان يكون ثمن الحرية والتعبير عن الرأي هو الاهانة وتكسير الارادة وتكميم الافواه.
يجب ان تفتح الحكومة صدرها للحرية والرأي والرأي الآخر وسماع أهل الكويت في كل ما يقولونه لكي لايعبروا عن آرائهم ومطالبهم في الخارج كما حصل قبل ايام في قناة الجزيرة حينما تغلق في وجوههم كل وسائل للتعبير عن آرائهم.
يجب ان تعي الحكومة ان هناك غضبا شعبيا لم يعبر عنه الى فئة بسيطة في المجتمع تتمثل في بعض أعضاء مجلس الأمة وبعض كتاب الصحافة.
اتمنى ألا تستمر الحكومة في هذا النهج الجديد لكي لا يفتح ذلك شهية المتربصين لنا بالخارج وخاصة جيران السوء الذين يريدون ضرب اسفين بين الشعب وحكومته واحداث قبل الغزو شاهدة على ذلك.
اتمنى الا تسير حكومتنا في هذا النهج لكي لا تكسر عنصر المواطنة الحقيقية وتضعف هذا العنصر كما أثرت عليه وسائل الإعلام الفاسدة في الفترات السابقة وما زالت.
أوجه ندائي للحكومة كمواطن يرغب ان يسود الأمن في وطنه وان تتجلى الديمقراطية في ابهى صورها وان تطبقها الحكومة فعلا لا قولا.
وفي النهاية اتمنى ان تعلم حكومتنا الرشيدة ان انتقاد المسؤولين القائمين على العمل العام ليس حقا بل هو واجبا محتما على كل مواطن مخلص لوطنه يريد ان يصحح اعوجاجه، ولكي تعلم ان حوار العقل يغلب حوار القوة وان حوار القوة وان ساد ولفترة قصيرة إلا انه سرعان ما يسقط في بلد الديمقراطية والحرية والدستور.
***
رسالة الى كل المتضررين في الاحداث الاخيرة من أبناء وطننا العزيز نعلن وقوفنا معكم بكل إمكانيات شخصنا المتواضعة ومكتبنا ومستشاريه ومحاميه دفاعا عنكم وعن الحق وذودا عن الحريات.
حفظ الله الكويت من كل مكروه وأدامها واحة للحرية والعدل يستظل بظلها الشرفاء والخيرين
تعليقات