أزماتنا فضيحة بجلاجل ومجلس الامة 'يستنسخ'لنا في كل جلسة ازمة يبررها بدوافعها واسبابها ، مما جعلنا 'طماشة' امام الخارج ..مختصر مقالة يوسف الشهاب

زاوية الكتاب

كتب 372 مشاهدات 0


 

أزماتنا.. فضيحة بجلاجل 
  لا احد يريد ولا يتمنى ان تشهد الكويت هذا الذي تشهده من ازمات وتشنجات وتصريحات يصفق لها الحاسد والعدو ولا احد يظن ان التطرف بالمواقف او الاقوال سوف يؤدي الى ازالة الازمات قبل ازالة التعديات فالحكمة هنا مطلوبة وحوار العقل والمخاطبة التي هي احسن واكثر الحاحا ومطلبا من غيرها اذا ما اردنا الوصول الى نقطة التلاقي التي تنفع الكويت ومجتمعها قبل ان تنفع الاشخاص.
المتتبع لواقعنا الكويتي وما يحدث من ازمات يشعر بالمرارة والالم على هذا الذي وصلنا اليه وكأننا قد فقدنا بارادتنا او من دون علمنا خريطة الطريق التي تقودنا الى معالجة قضايانا خلف ابواب مصكوكة بدلا من نشر الغسيل على الملأ.. هذا الشعور بالمرارة يأتي لاننا لم ندرك تداعيات المواقف المتشنجة ولم نفكر في انعكاساتها علينا كأفراد او على بلدنا قبل ذلك وهذا ما ادى الى اتساع رقعة الازمات وربما التصلب المتطرف بالمواقف وهذا ما جعلنا كمجتمع نعيش حالة التأفف وضيقة الخلق على ما يحدث وكأننا جمهور امام مسرحية تراجيدية يضحك عليها الحضور ثم يغادرون مقاعدهم والاسى يحيط بهم من كل جانب مما شاهدوه.
ازماتنا عديدة ولا يمكننا الهروب منها فمجلس الامة 'يستنسخ' لنا في كل جلسة ازمة يبررها بدوافعها واسبابها وحتى حين لا يجد اي مبرر يخرج علينا بعضهم باختراع او اكتشاف كاذب لقضية لا تستحق ما يدور عليها من صخب وتهديد لكنها الاضواء الاعلامية التي يتسابق عليها المجلس او بعض النواب فيه خصوصا هواة الازمات الذين لا يريدون الاستقرار لانعقاد الجلسات لانهم يشعرون بان استقرارها سوف يؤدي الى غيابهم عن الساحة الانتخابية ايضا، العلاقة بين السلطتين ليست عسلا كما كنا نتمنى كمواطنين.
والسبب التباعد في المواقف وحتى في ابداء وجهات النظر وكلها قادتنا هي الاخرى الى امور ما كنا نريدها لبلد مثل الكويت والغريب والمؤلم ان كل هذه الازمات لم تقف عند صورها بل وصلت حتى الى الميدان الرياضي ودفعنا ثمن الخلافات والتخبطات والتصلب بالمواقف ثمنا غاليا في سمعة الكويت بالمحافل الدولية ويكفي ايقاف كل علاقة كروية للكويت في الخارج ليجعل الشامت أو المعزي لنا اكثر من المدافع عن قضيتنا في تلك المحافل.
ما الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه هل هو غياب الوعي وقلة الحيلة ام الاصرار على السير في الطريق الخطأ أم هي علامات الانتصار الوهمي الذي في عقول البعض من دون النظر الى حق الكويت علينا وهي التي فوق الجميع واهم من الجميع؟
ان العاقل من يتدبر واقعة ويستفيد من تجاربه ليأخذ منها العبرة والدرس لاعادة ترتيب الذات وهي اعادة اذا ما اردنا تحقيقها فإن علينا ان نتجرد من مصالحنا الضيقة ونتجاوز صراخ الخلاف الى هدوء الحوار الذي غاب عن علاقاتنا.
علينا ان نتذكر الكويت في ايام محنة الاحتلال ونتذكر ان لدينا بلدا هو امانة في اعناقنا قبل ان نتذكر مصالحنا وتطرفنا في الخصومة الى نقطة الفجور والعياذ بالله.
نغزة:
تعدد اصناف الازمات جعلنا طماشة امام الخارج لاسيما في اعين الشامتين وصارت كل ازمة فضيحة بجلاجل اعلموا ان الركادة زينة وتذكروا العقل وبلاغة البيان قبل طول اللسان.. طال عمرك..
يوسف الشهاب
 
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك