الراوي للبدون الذين قدموا تضحيات وينتظرون الإنصاف: هذا الزمن ليس زمن الرجال والتضحيات وكلمة الشرف، بل هو زمن الراقصة والمطربة والبُطل والدينار!

زاوية الكتاب

كتب 1039 مشاهدات 0



 ا

 حسين الراوي / أبعاد السطور / زمن الدينار !
 

لأحبابي (البدون) أقول أن «الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية» ليس إلا فصل جديد من مسرحية طويلة، منذ أعوام وأنتم تتفرجون عليها وتنتظرون نهايتها بلهفة وصبر وأحلام كثيرة. أحبابي البدون من أقصى نقطة من منفذ النوصيب لأقصى نقطة في منفذ العبدلي لآخر نقطة في منفذ السالمي التاريخ يقول لنا بفمه المليان أن الكثير منكم يستحق أن يكون كويتياً وبقوة ومن دون مِنّة، خاصة وأن العديد منكم قدم لهذا الوطن أشياء عظيمة، ومنكم من خدم الوطن لأعوام طويلة، ولا شك أن الكويت وقعت اتفاقية الحقوق الاجتماعية والثقافية والمصادقة عليها في مجلس الأمة بقانون رقم 1996/11، كما وقعت اتفاقية العهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية الصادرة بقانون رقم 1996/12، لكن هذا الزمن ليس زمن الرجال والتضحيات وكلمة الشرف، بل هو زمن الراقصة والمطربة والبُطل والدينار!
*
تطالعنا الأخبار المحلية منذ وقت أنه تم اكتشاف كميات كبيرة جداً تصل لمئات الأطنان من الأسماك واللحوم والدجاج الفاسد، هذا غير الكميات الكبيرة الأُخرى لبعض المواد الغذائية الفاسدة! والله إن هذا الأمر مهزلة ما بعدها مهزلة، خاصة وأن أحد التجار من الجنسيات العربية كان له نصيب الأسد من إدخال شحنات كبيرة من اللحوم الفاسدة للكويت بالتعاون مع كم تاجر كويتي لا ذمة له ولا فيه مرجلة. والأهم: أين الجمارك عن هذه اللحوم الفاسدة، أين البلدية، أين هم قبل أن تنتشر هذه الأطنان الفاسدة في أسواقنا، أم أن تلك الشحنات الكبيرة تم تصريفها بشكل سحري؟ إن هذه القضية الخطيرة كشفت لنا أن الكويت وصلت للحضيض في الرشاوى والصفقات القذرة بين حثالة التجار.
*
ذكر أحد المواقع الالكترونية أن السفير جاسم المباركي صرّح خلال حفل أقامته السفارة اللبنانية أن «الكويت سوف تقوم ببناء ما لا يقل عن 50 منزلاً للمواطنين العراقيين في المنطقة الحدودية بين البلدين، والكويت تعهدت أيضاً بأن تعمر بيوت لهم بالإضافة إلى جانب بناء المدارس والمستشفيات للمواطنين العراقيين». وأنا أعلّق على تصريح المباركي وأقول: شيء حلو كثير! المواطنون يصفون طوابير لأعوام طويلة حتى يأتي دورهم في الحصول على منازلهم، والبلد يعيش بأزمة كهرباء «ومن حبنا لها نوفر لها» وعلى كثر المواقف التاريخية اللي مليانة بسوالف العراقيين ضدنا... ربعنا يبون يبنون لهم بيوتا ومستشفيات ومدارس! روحوا يا حكومة ابنوا مستشفيات ومدارس في الجهراء والصباحية والأحمدي أشرف لكم، خاصة وان هذه المناطق من أعوام بعيدة ما بنيتوا فيها شيء. قال يبنون للعراقيين قال! ودي اعرف متى يتعلمون ربعنا!
*
سعدت كثيراً بآراء الأصدقاء والزملاء والقراء التي جاءت بعد ظهوري في شاشة قناة «الراي» في برنامج مسائي، ولقد اعجبني المعد بدر الجزاف في إعداده الجميل للحلقة حيث كان مُعداً فطناً ومُثقفا، ولا أنسى المذيع الرائع سالم الخضر الذي أدار الحلقة بحنكة واقتدار.


حسين الراوي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك