ردا على مقالة سعد العجمي ، نبيل الفضل تمني أن يكون عنوان مقالته اليوم«الدعوه بالهلاك… على مسلم البراك»، ويقول للعجمي : النزاهة عند الطاحوس عملة منتهية الصلاحية

زاوية الكتاب

كتب 2413 مشاهدات 0


 

حوسه

 
كتب نبيل الفضل
 

 
يبدو ان الكويت وشعبها مكتوب عليهم ان يعيشوا في دوامة لا يخرجوا منها الا ليقعوا في دوامة ثانية وثالثة ورابعة.
والمؤسف ان هذه الدوامات في معظمها من صنع نواب مجلس الامة الذين كان يفترض بهم كتبة الدستور ان يكونوا قادة الاصلاح والتنمية والتطوير، لا أسلحة الهدم وبواعث القلق ومشعلي التدمير.
يوم أمس الاول وفي انفراد عجيب كانت «الصيحة» والتصريحات النارية على التأخير المؤسف لعودة حجاجنا من الاراضي المقدسة. ورغم ان اغلب حجاج الخليج عانوا ما عاناه حجاجنا الا ان لا بلد خليجياً اشتعلت ساحته بالتصعيد والتهديد والوعيد كما حدث عندنا.
ومما يؤكد تورط النواب المقصود احيانا والابله في اغلب الاحيان ان اغلبهم كان يصرح دون ان يكون عنده ذرة المام بسبب التأخير ومعوقات الحلول السريعة التي يتوهمها، بل يكفي ان يطلق أحدهم تصريحاً عبر احدى الخدمات الاخبارية ليفتلت باقي النواب ويكرروا ما قاله.
ويوم امس تواجد مجلس الوزراء مصغرا وبحضور سمو الرئيس لمعاينة مشكلة الغاز المتسرب في الاحمدي على ارض الواقع ومشاهده عيان لما هو حادث.
والمؤسف ان ثلاثة ارباع التصريحات النيابية حول الموضوع وحول ضرورة تدخل الحكومة لا يعرفون بالضبط ما هو اصل المشكلة ومتى بدأت ظواهرها، فالمهم هو التصريح فقط والأهم هو علو سقف الانتقاد وتمادي الاساءة فيه كي يقال ان من صرح نائب قوي ومقدام. مع ان قوته وشجاعته لن تحل مشكلة بيت واحد.
لقد تركنا الحناجر تتحكم فينا بدل العقول وسمحنا للصفاقة السياسية ان تقودنا بدل الحكمة، فلا غرابة ان حاق بنا ما يحيق بنا من فشل على مختلف الاصعدة.
والايام القادمة لن تكون افضل مما مضى من اسابيع، بل ربما ستزيد وتيرة «الصيحة» وتتعدد وسائل «الحوسة» وتتنوع اشكال واحجام الدوامات التي ستخلق لابقاء النار ملتهبة تحت القدر الكويتي.
فهناك هجمة استجوابات يتسابق عليها نواب التنمية مع نواب خنق الاصلاح، وهناك ندوات حماسية لانقاذ رقبة نائب من قبضة القضاء العادل عبر التداعي لعدم رفع الحصانة عن مخالفاته بدعوى الكيدية كالعادة.
ولعله من المضحك ان الحصانة التي وضعت لحماية النائب من كيد الحكومة لم تُفعَّل ولا مرة واحدة لمنع كيدية بقدر ما استخدمت لحماية نواب من اخطائهم الفادحة ولحرمان مواطن او مسؤول من اخذ حقه الدستوري عبر القضاء.
واليوم اصبح التصويت بعدم رفع الحصانة عند الجمهور بمثابة الادانة النيابية للنائب.. مع عدم النطق بالعقاب. مع ملاحظة ان الكيدية النيابية للآخرين تزكم الأنوف في كثير من الأحيان.
المهم ان الكويت موعودة في الايام القادمة بمشكلات حقيقية كمعوقات خطة التنمية ومشكلات مفتعلة من صنع نواب في مجلس الأمة. كان الله في عون البلد على بعض ابنائها.
< كنا نود ان يكون عنوان مقال اليوم هو «الدعوه بالهلاك… على مسلم البراك»، لا تمنياً بهلاك مسلم طبعا فنحن على قدر ما نتمنى تحجُّر حنجرته لأجل الكويت واجيالها، الا اننا نتمنى له الصحة وطول العمر.
ولكن فكرة هذا العنوان كانت للرد على الزميل اللدود سعد العجمي الذي كتب مقالا يوم امس عنونه بـ«الحرب الضروس على خالد الطاحوس»!!
فما نريد توصيله للزميل اللدود هو ان القضية ليست قضية بهرجة لغوية ومبالغات لفظية لإضفاء هالة مصطنعة على قضية في منتهى البساطة والعادية.
فما تعرض له خالد طاحوس من هجوم اعلامي لا يعادل مثقال ذرة مما تعرض له غيره، بل ان كثيراً من الاعلاميين لم يحلموا بخالد طاحوس حتى يفسروه.
وعلى أي حال وكما اكدنا للزميل اللدود برسالة نصية، فان ما كتبناه كان بناء على معلومة نظنها اصدق من معلومته، بل ربما ان نشرنا لها قد استبق حدوثها فأبطلها في مهدها كما حدث مع مشروع صاحبه خلود الشرير ابا الملايين الستة.
ولكن ما دام العزيز اللدود قد نبش فسننبش معه لنؤكد له ان النزاهة عند صاحبه عملة منتهية الصلاحية، وان الوهم لا يأتينا في المنام كما تخيل، بل الوهم هو تقديس اشخاص ظاهرهم لا علاقة له ببواطن خفاياهم حتى قلت يوما:
ولي نزل من لثتك ما هو بدم
مسك حمر يقول ما انت بـ«فداوي»
وقد تناسيت أن من صفات «الفداوي» أن يأتمنه معزبه على حياته في حين أن صاحب المسك هذا لا يأتمنه أحد على ذلك.

أعزاءنا

الصديق المبدع مبارك المترك من رؤوس العجمان، وذروتهم ولكنه يختلف عن الزميل اللدود سعد العجمي في فكره وطرحه ومعتقده السياسي.
وهاهو يتحفنا من جديد بجديد عطائه من الشعر السياسي.
يا مجلس الهم ورفع الضغط والسكّر
مع ضيقة الصدر شعبك ضاعت أحلامه
ومزاج شعبك تطمن حيل متعكّر
وين الفرج وأغلب الأعضاء بصامه
وين أنت؟ والتشريع ما يوم تتفكّر
وبك ناس تندار مثل اللعب بالدامه
تترك قضاياك ولهالشعب تتنكّر
وتشغلنا وياك من صيحه بدوامه
ماكن عضوك قبل فالبيت متوكّر
ومن دش بابك تغير هو وهندامه
من قبل ينجح وهو واصل ويتذكّر
وليا نجح غير المبدأ مع أرقامه
نبيل الفضل 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك