دعوة للتصافي والتصالح والتواد في عيد الأضحي يطلقها عبدالله المطيري.. وسمران يحييكم
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2010, 1:03 ص 1917 مشاهدات 0
سمران يحييكم
أتى العيد
كتب عبدالله المطيري
أتى العيد واقترب ولي ذكريات فيه، فلم أكن أستخدم البوك في الأيام الخوالي وأنا أداعب مراحل الطفولة أثناء مجيء العيد، بل كنت أحشر العيادي من الأرباع والأنصاص في جيبي التعيس الذي لايصبر عليه بعض إخوتي حتى يستدرجوني وينصبوا لي كمينا فينتزعون مني مافي الجيب، فأقبل بعد ذلك منهم بالقليل، وإحدى تلك الحيل رحلة مغرية على سيارة أحدهم لنزهة، وقبل الدخول في مشروع النزهة يجب دفع رسومها حاضرة، ولامكان للنسيئة والأجل، وبعد دفع الرسوم لاتنتظر الباقي ولاتسأل كم الإنفاق في النزهة، فلربما يذهب الثلث في النزهة ويبقى الثلثان، وإني غافر لهم على ماقد صنعوا من قبل ومن بعد، فلله ما أخذ ولله ما أعطى .
قد أتانى العيد يا قراء، عيد يأتي بعد أعظم أيام السنة على الإطلاق وهو يوم عرفة، بعد يوم مغفرة الذنوب والخطايا، بعد يوم يباهي الله بهِ ملائكته بعباده الشعث الغبر، فيغفر للجميع وهو الغفار سبحانه .
فحري بنا أن نأتي باليوم الذي يلي يوم عرفة ونغفر لكل من أخطأ في حقنا ونصله ونتواضع له ونضع أمام أعيننا جميعا قول ربنا { أذلة على المؤمنين } فإن لم تتواضع لمؤمن وتغفر له وتصله، فلمن ؟
فكم من أخٍ قطع أخاه لمالٍ ولدنيا فانية ! وكم من جارٍ استدبر جاره بسبب حاوية توضع أمام بيته أو سيارة مركونة ! وكم من صاحبٍ اعتزل صاحبه لأجل كلمة غير مقصودة ومضت الأيام والأسابيع والشهور ولم يصله أو يسمعه أو يسأله ويستنطقه ليعرف مقصده ! وكم من زوجٍ لم يرَ زوجته منذ زمن طويلٍ وتزعم الشيطان جولة الصراع بينهما وانتصر عليهما ففرق بين خلين ومحبين من أجل - نفنوف لم يشتره أو زيارة لم يقم بها أو صديقة طلب مفارقتها أو عنادٍ لا سبب له - فأصبحوا في فراقهم وبعدهم عن بعضهما يعمهون والشيطان سيد الموقف .
فإن أعظم المناسبات لإذابة كل ذلك يا قارئي هي مناسبة العيد، فوالله ما ألذ الاعتذار لمن يستحقه، وما أجمل التواضع والتنازل لمن هم أهل له، فهلاَّ تنازلت يا ابن الأكرمين ووصلت من قطعت ؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أبواب الجنان تفتح كل اثنين وخميس ويغفر لكل عبدٍ لايشرك بالله شيئا إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال : انظرا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم، فما بالك بفراق زوج عن زوجته أو شقيق عن شقيقه أو ابن عن أبيه، فذلك كله أعظم وأشد، فليحذر كل قارئ وليعلم أن عاقبة القطيعة وخيمة .
كما أن العيد ليس للمعاكسات والمغازلات والتسكع في الشوارع والطرقات واعتراض الناس ومضايقتهم والتحرش بهم والرقص على سماع الأغاني وانتهاك حُرمات الله، فالعيد له مقاصد من أجلها سُن وشُرع، فالناس يكبرون ويحمدون ويذكرون آلاء الله ونعمائه ويصلون ما أمر الله بهِ أن يوصل ويصلحون في الأرض، وما أجمل الإبتسامة المشروعة، فبالله قولوا لي: من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ؟ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون .
تعليقات