المبنى المخصص للمجلس الأعلى لشؤون المعاقين جريمة بحقهم وإصرار على إذلالاهم برأى سعود العصفور
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2010, 12:57 ص 1129 مشاهدات 0
سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / سرداب «التمار»
سعود عبدالعزيز العصفور
كنت وما زلت أعتقد أن المبنى المخصص للمجلس الأعلى لشؤون المعاقين أو الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة كما سُميت لاحقاً، هو «جريمة» في حق المعاقين وذويهم وأن الإصرار على بقاء هذه المؤسسة المهمة في ذلك المبنى غير الصالح هو إصرار على إيذاء وامتهان واحتقار وإذلال هذه الفئة ومن يمثلها. وأن التمسك بمبنى مؤجر، غيره مئات بل وآلاف يمكن تأجيرها في البلد، يثير الكثير من شبهات التنفيع على حساب المال العام واحتياجات المواطنين وحقوقهم. وأعلم كذلك أن هذا الوضع المأسوي سبق دخول الدكتور جاسم التمار إلى هذه المؤسسة بسنوات، ولا أتوقع منه أن يضرب بعصا سحرية المبنى ليتحول إلى مبنى خمس نجوم مثل مباني التأمينات الاجتماعية، ولا أحمله مسؤولية الموقع واختياره في تلك البقعة المزدحمة المكتظة صعبة المداخل والمخارج، ولكني من دون شك أو تردد أحمله مسؤولية الفوضى الحاصلة في ذلك المبنى بعد تحويله تسلم المعاملات وتسليمها إلى سرداب العمارة المستأجرة، ذلك السرداب الذي يحتاج إلى قدرات متسلقي الجبال لكي يصل المعاق إلى قاعته.
أتفهم يا دكتور حاجتكم إلى عزل المراجعين عن الموظفين، وأتفهم كذلك وجودك في مؤسسة لا علاقة لتاريخك المهني بها من قريب أو من بعيد، وأتفهم كذلك أنك فرضت فرضاً على هذه المؤسسة لعلاقات «اجتماعية - سياسية»، ولكن أبسط موظف في قطاع حكومي مترهل يعلم أن وضع قاعة لتسلم معاملات المعاقين في سرداب ليس له مصاعد أو مداخل مهيأة لهذه الفئة هو «سوء إدارة» لم يسبقك إليه أحد.
أتفهم يا دكتور رغبتكم بتطوير العمل وآلياته، حتى وإن كانت إمكاناتكم الإدارية لا تساعدكم على ذلك، وأتفهم كذلك سعيكم الدؤوب إلى إثبات وجودكم وسط التشكيك بمخالفة تعيينكم لقانون المعاقين كونك من غير ذوي الاختصاص، وأتفهم كذلك محاولتك تشريف من سعى إلى تعيينكم في ذلك المنصب، وأتفهم كذلك أن «السياسة يجب ألا تسيس» كما يقال، ولكن كيف لي أن أتفهم تعامل موظفيكم بشكل لا يدل على احترام المراجعين مع من وضعوا في المؤسسة من أجل خدمتهم؟ حتى وصلت الأمور برجل كبير طاعن في السن، أخرجته الحاجة والإعاقة، إلى تقبيل رأس موظف، تافه، كسول، من أجل أن يحصل على رقم، مجرد رقم، لتسليم معاملته؟ وحتى وصلت الأمور إلى خلط النساء من ذوات الإعاقة في زحام، ولا زحام يوم الحشر، مع الرجال؟
هل وصل بكم التخبط و «قلة الحيلة» والعجز الإداري إلى هذا المستوى من الاستهتار بهذه الفئة؟ هل هذا ما أتيتم لتقدموه إلى هذه المؤسسة والمستفيدين من وجودها؟ الشكاوى لم تقف منذ أيام حول هذه الفوضى، والتي نقلت بالصوت والصورة على مواقع الإنترنت، ووصلت إلى اللجان المختصة في مجلس الأمة، وسنقوم بمتابعة تطورات ذلك السرداب الكارثي في هذه الزاوية حتى يحصل ذوو الإعاقة وأهاليهم على الاحترام الذي يستحقونه رغما عن أنف كل «إداري فاشل».
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات