د. مبارك الذروه يكتب عن أساليب حرق الخصوم من النواب ، والتى مارستها الحكومة فى اللجان

زاوية الكتاب

كتب 627 مشاهدات 0




د.مبارك الذروة / يا كثر الطرشان
 


 
 
 
إذا أردت أن تتخلص من خصمك، بهدوء، قم بدعم خصمه. وإذا نويت دعم نائب ما... ببساطة دمر خصمه. إذا أردت القضاء على خصمك بتكتيك أكثر احتيالاً ضم أقرب الناس منه وحطهم تحت جناحك... يصير بروحه!
أسماء كانت أمس من صميم المعارضة صارت نجوماً في سماء البرلمان. التكتيك السياسي في توزيع اللجان وحل الموقتة منها كان حاضراً وبقوة، لا نملك أن ننكر ذلك. وكل قطب حاول يتكتك ويضبط ويبوس خشوم. الكل حاول يجر النار لقرصه لين احترقت بعض الأقراص!
اضربوا الغانم باللجنة الرياضية، واضربوا الطبطبائي في لجنة حقوق الإنسان، واضربوا الحربش في التعليمية، والضرب كان ليس هدفاً مباشراً، لا... كان صفقة مع آخرين!
تدخل الحكومة إذاً في اللجان كان واضحاً. لكن بعض نوابنا غير راضين ولا يريدون أن يفهوا معنى الديموقراطية واللعبة السياسية تحت قبة البرلمان... فعندما يقتنع البعض بقضية ما ويدافع عنها دون إدراك ما وراءها من أهداف فإنه حينئذ يكون قد دخل في زفة الطرشان! والمعروف أن طرشان الزفة يرون صوراً وأشكالاً تتحرك وتتقافز لكن لا يملكون القدرة على تفسير أحداثها. هذا النوع من النواب يسيرون خلف المجهول... وأهم شيء الستر! يذكرونني بطرشان الديموقراطية أيام المحروسة مصر زمان... فعندما سقط لطفي السيد في انتخابات 1913 لمجلس الشعب المصري اتهم الانجليز بذلك. فمنافسو لطفي السيد أذاعوا عند العامة والرأي العام أنه من المنادين بالديموقراطية، وفسروها لهم بأنها تعني أن تتزوج المرأة أربعة رجال، والرجل أربع نساء... انها المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء. وعندما التقى المرشح لطفي السيد بالناس سألوه هل تنادي بالديموقراطية؟ فأجاب بكل فخر... نعم! دون أن يستفسروا عن مدلولاتها، فتكابلوا عليه وأسقطوه. تكتيك برلماني شعبي! والتكتيك السياسي فيه ضرب تحت الحزام بدون رحمه، مثل ما فيه مفاوضات وتعيينات وعطايا... هذه ثقافة العمل السياسي في الكويت... خلاص القطار مشى لا يمكن إيقافه. الجماعة تلوثت... إما تمشي في ركابها، أو استرح برا! وبمعنى فصيح... لا توجد أخلاق في السياسة!
تقول هناك صداقة، اتفاق في الرؤى، مصلحة بلد... أقولك بالمشمش! مصالح وبس.
أروي هذه القصة للمغفلين الذين يظنون أن البرلمان الكويتي نزيهاً من الفساد، وأن الحكومة الكويتية لابسة أبيض، والشاطر يفهم!
عندما دب الخلاف بين كبار «حزب الوفد» المصري في نهاية الثلاثينات وكانت حكومة مصطفى النحاس باشا هي من يشكل الحكومة وكان الخلاف حاداً بينه وبين صديقه مكرم عبيد باشا. طبعاً تم فصل مكرم عبيد من الحزب الوفدي ومن الوزارة التي كان يتقلدها. بدأ النحاس قلقاً من تأثيرات مكرم عبيد على أعضاء الحزب خصوصاً أنه بدأ التقرب من الملك فاروق بعد مقال كتبه في «جريدة الأهرام» آنذاك جعله في السماء على حد تعبير الاستاذ محمد التابعي في أسرار البلاط! ما الحل، وما الطريقة التي يقضي بها النحاس على مكرم عبيد باشا؟ شوف التكتيك ولا بلاش! قام النحاس بتعيين الصديق الخاص لمكرم وهو عبد الحميد عبد الحق وزيراً للشؤون، ثم عين محمود غنام وزيراً للتجارة، طبعا حتى يبعدهما عن مكرم بحكم الولاء للحكومة... تكتيك حكومي من العيار الثقيل!
يعني باختصار شديد إذا أريد ضربك من دون إطلاق نار... البس أقرب الناس منك طاقية، واقربه واحطه تحت جناحي. شوفوا كم واحد في البرلمان لابس عمة وأنتم تفهمون.


د.مبارك الذروة

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك