عبدالعزيز صباح الفضلي يُعدد أشكال التحايل في سبيل بوق الحكومة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2010, 12:09 ص 591 مشاهدات 0
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / بوق الحكومة حلال
تصدر في الكويت بعض القوانين والتشريعات، يلمس المتابع لها مدى سعي الدولة لحجز مكان لها ضمن الدول المتقدمة والحضارية ومنها على سبيل المثال قانون رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وقانون دعم العمالة، وقانون الاحتراف الرياضي، وسواء كان إنجاز هذه القوانين بمبادرة حكومية، أو بضغط من السلطة التشريعية إلا أنها تعتبر بحق مفخرة يحسدنا عليها الكثير من دول العالم. إلا أنه مما يفسد حلاوة تلك القوانين وجمالها، هو ذلك التحايل الذي يلجأ إليه البعض ممن لا تنطبق عليه الشروط، للاستفادة من هذه البقرة الحلوب. فلم يعد خافياً لجوء البعض إلى الحيلة أو الواسطة كي يحصل على شهادة إعاقة تمكنه من الحصول على المنح والقروض وبقية الامتيازات التي يوفرها القانون لينافس بذلك المستحقين لها فعلاً.
وأصبح من المعلوم بمكان، النصب والاحتيال في تسجيل أسماء وهمية للاعبين وباسم الاحتراف وهم ربما حتى لا يعرفون كيفية ممارسة تلك اللعبة التي سجلوا في فريقها، وكم سمعنا عن تقاسم المكافأة بين النادي واللاعب، أو التغاضي عن شروط الحصول على المكافأة بناء على المحسوبية والواسطة.
وأما قانون دعم العمالة فحدث ولاحرج، فبعض الجمعيات التعاونية تسجل موظفين وموظفات لم تطأ أقدامهم الجمعية يوماً للاستفادة من القانون، وتكون النوعية طبعاً بحسب المصالح الانتخابية لأعضاء مجلس الإدارة، وشركات تسجل من هم حتى خارج البلاد، فقط كي تحقق شروط القانون، وكم تفاخر البعض من أن بعض النساء من أهل بيته يتسلمن مكافأة دعم العمالة وهن جالسات في بيوتهن.
لا أدري هل العيب والحق يقع على أولئك الذين لا يحللون ولا يحرمون في كسب المال، أم على الدولة التي لا تدقق وتتابع التجاوزات وتحاسب المتلاعبين فيها، أم على الثقافة العامة التي تكاد تسود في المجتمع من أن المال السائب يعلم السرقة.
لماذا أيها الانتهازيون تشوهون كل تجربة جميلة، لماذا ينظر أحدكم تحت قدميه فقط، ولا يفكر بعاقبة هذا المال الذي جمعه من الحرام، لماذا تعتبرون سرقة المال العام شطارة، والتحايل على القوانين ذكاء، واستخدام الواسطة في تجاوز القوانين فخراً ووجاهة؟ وكل هذا كوم، وفتوى بعض المتعالمين كوم، حيث سمعت عن بعض من يزعمون أنهم من أهل العلم بأنهم يفتون بأن بوق الحكومة حلال، على اعتبار أنها لا تحكم بالشريعة الإسلامية. والبعض يأخذ بهذه الفتوى متذرعا بالقول المشهور (حطها برأس عالم واطلع منها سالم) ونقول لمن يفتي بمثل هذا اتق الله فإنما الفتوى توقيع عن الله، وتذكر قول الله تعالى «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» ومن أخذ بهذه الفتوى ليعلم أن ذمته غير بريئة أمام الله، لأن ليس كل من قرأ كتاباً صار عالماً.
رسالتي
أراد رجل فقير الخروج من المنزل للبحث عن لقمة عيش لزوجته وأولاده، وقبل أن يخرج نادته زوجته، فظن أنها تريد توصيته ببعض المستلزمات، إلا أنها قالت: يا أبا فلان اتق الله فينا فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار. فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك.
عبدالعزيز صباح الفضلي
تعليقات