بعد أن بلغ التذمر الشعبي مبلغه، أما آن لهذه الحكومة برأى مبارك الهاجري أن تستريح

زاوية الكتاب

كتب 1005 مشاهدات 0





 
 مبارك محمد الهاجري 
 

 
 
حكومة بوصلتها ضائعة، كثيرة التصريحات، قليلة الأفعال، صماء بكماء تجاه التجاوزات، وزير ماليتها يهدد ليل نهار بفرض الضرائب، ويعد العدة لها، وحجته في ذلك تعزيز الدخل! وإعادة الموزانة العامة للدولة إلى طبيعتها بعد أن ضاعت منها ملايين، وربما مليارات من الدنانير، تمت ملاحقتها من قبل جهاز ديوان المحاسبة، ورغم تكرار ملاحظات الديوان، لم يحرك وزير المالية ساكناً تجاهها، وكأنها ملاحظات عابرة لا تستحق حتى الالتفاتة إليها!
أما كان أولى بوزير المالية، الذي زرع الإحباط واليأس في نفوس مواطنيه، أن يقتص الحق من نفسه، ويقدم استقالته، فما زالت تصريحاته البورصوية في الذاكرة، وما أعقبها من مآس لم تنته منذ تلك اللحظة السوداء!
هل بقي هناك من أمل، أو حتى بصيص منه، تجاه هذه الحكومة، فما كدنا ننتهي من تصريحات وزير المالية المحبطة، حتى جاء زميله الآخر، وزير البلدية ليكمل فصول المأساة، بدخول آلاف الأطنان من اللحوم الفاسدة إلى الأسواق تحت بصر وسمع وزارته، وما كان لها أن تدخل لولا التراخي والتواطؤ من قبل بعض المسؤولين، ولم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة في عهد وزيرها الحالي الذي أشبع البلاد والعباد بتصريحاته، كصاحبه وزير المالية، فكل تصريح تأتي بعده أزمة، وربما كارثة!
*
أما آن لهذه الحكومة أن تريح وتستريح، فمسلسل التخبط والتراخي والتهاون، بلغ حداً لا يطاق، وبلغ معه التذمر الشعبي مبلغه، فأي تجانس تنشده هذه الحكومة، وأي تعاون تسعى له مع مجلس الأمة، وهي في أوج تجاوزاتها، فلو كانت حقاً تبحث عن الإصلاح، لما بقي فيها وزير واحد من وزراء الفشل الذين تسببوا لها بالمتاعب والمواجهات، بل وأتوا لها بخسائر لم تكن تتوقعها في يوم من الأيام، ولكن إذا عرف سر التكاسل الحكومي بطل العجب، فسرها يكمن في نواب الانبطاح! فالأغلبية في جيبها، ولا خوف من الاستجوابات، فما دام هؤلاء في (مخباها) فلم الوجل، لتواجه الاستجوابات بروح الفريق الواحد وبتضامن انبطاحي لا مثيل له!
*
صدق من قال ان مجلس الأمة الحالي من أسوأ المجالس النيابية التي مرت بها الكويت، فلا انجاز يذكر، ولا تنمية يضرب بها المثل، قطار دول الجوار ذهب بعيداً جداً ولم يعد بالإمكان رؤيته بالعين المجردة، وقطارنا ما زال يراوح مكانه!


مبارك محمد الهاجري

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك