أمريكا انحازت للعراق وتطالب الكويت بمراجعة حدودها معه-كلام خطير كتبه فؤاد الهاشم

زاوية الكتاب

كتب 2288 مشاهدات 0


 

العراق.. من «عشرينهم» إلى.. «فردوسهم»!!

 
كتب فؤاد الهاشم
 
2010/11/08    10:18 م

 
«من غير الممكن ان يتم نشر المعلومات شبه الموثقة وشبه الرسمية بواسطة موقع ويكيليكس، وأن يمر مرور الكرام، وذلك بما حوته الوثائق من أدلة أو استنتاجات منطقية وربما تكون بديهية، والتي تؤكد التنسيق المنظم وغير المعلن طبعاً ما بين الولايات المتحدة وايران، وهما «العدوان اللدودان» كما هو معلن.
ومما يؤكد شكوكنا حول العداء المزعوم بين أمريكا وايران، أنهما موجودتان وبكثافة في ميدان واحد، وهو أرض العراق، فكان من المنطقي ان يكون هناك احتكاك ونزاع بينهما بشكل أو بآخر، لكن جوهر الأمر أنهما متفقتان على توزيع الأدوار فيما بينهما، وذلك بشكل استراتيجي ومتكامل، حيث تحولت ساحة المعركة المفترضة ما بين الطرفين على أرض العراق الى ساحة للتنسيق المكثف والحميم لتنفيذ مآرب الدولتين المشبوهة في المنطقة، أي ان العدوين اللدودين هما في واقع الأمر «سمن على عسل» كما يقال، ونحن في غفلة ساهون!
ولا شك أن هذا الموضوع مقلق، حيث يظهر من خلاله عمق التآمر الأمريكي الايراني على الشعب العراقي وعلى كيان دولة العراق، بيد ان الأخطر من ذلك، هو الوجهان المتناقضان لحليف الكويت الرئيسي وهو الولايات المتحدة، والذي يعمل لمصالحه بالدرجة الأولى بكل تأكيد، وهذا شيء مشروع ومفهوم منذ البداية، لكن الخطورة في الموضوع، أنه ربما يأتي وقت – ولعله يكون قريباً – تكون فيه مصلحة حليفنا الحالي الأمريكي متناقضة مع مصلحتنا، وقد ينتهي بنا المطاف الى ان يتم احتلال الكويت من جانب الجار الايراني بسكوت حليفنا الأمريكي، ان لم نقل بتشجيعه أو مباركته».
???
.. الفقرة السابقة كانت جزءا من مقال كتبه الزميل «ناصر النفيسي» في جريدة «الوطن» - صفحة مقالات – قبل عدة ايام، وهي نتيجة استقراء وتحليل ومتابعة منه للشأن العراقي والكويتي، لكن المعلومات التي وصلتني – يوم أمس الاول – ومن مصادر عليمة ومطلعة وموثوقة حول اجتماع عقد داخل وزارة الخارجية الامريكية تدعم ما ذهب اليه الزميل «النفيسي» من تحليل و.. مخاوف!! قبل حوالي عشرة ايام، عقد اجتماع في واشنطن حضره مسؤول امريكي ودبلوماسي رفيع المستوى في سفارة بلاده باحدى دول الخليج وعدد من كبار موظفي الخارجية هناك ودار الحديث حول امر واحد.. «الكويت وجارتها العراق»!
المعلومات التي وصلتني تقول ان «هؤلاء الخبراء» اقترحوا «اقناع الكويتيين بعدم التمسك – كثيرا – بتطبيق القرار الأممي رقم 833 الخاص بترسيم الحدود بين البلدين، وانه من المهم لدولة صغيرة مثل الكويت ان تعي حجمها وتبحث عن لغة تفاهم وحوار مع جارتها العراقية لمناقشة كل مسائل الحدود والعلامات والمزارع».. الى آخره، وخاصة ان «مصالح شركات نفطية عديدة وعملاقة مثل (شيفرون) و(بي. بي) و(شل) ارتبطت شرايينها مع شرايين الحقول العراقية مثل حقل (الرميلة الضخم)!! كان الدبلوماسي الامريكي الرفيع المستوى والقادم من سفارة بلاده في احدى دول مجلس التعاون الخليجي».. هو الوحيد المعارض لهذه الاطروحات من رؤسائه، بل وتبنى وجهة النظر الكويتية قلبا وقالبا مذكرا هؤلاء من خطورة «عودة الامور الى المربع رقم 1 في عام 1990»، وان.. «توجهات كهذه قد تعيد ضخ البارود قرب مراكز النيران في تلك المنطقة الحيوية لمصالح الولايات المتحدة الامريكية، وتعني – ايضا – ان دماء رجالها ونسائها التي اريقت في حرب تحرير هذه الدولة الصغيرة – ربما – تذهب سدى وتبخرها شمس عاصفة الصحراء الماضية»!! هذه افكار الدبلوماسيين الكبار داخل وزارة الخارجية الامريكية نقلها لي ذلك المصدر الموثوق – بالمسطرة والفرجار – والسؤال هو.. «ما المطلوب منا – ككويتيين – تشققت اجسادنا ونفوسنا من لدغ ثعابين الشمال قبل عشرين عاما – ومن قبلها – لدغات احفادها في عهد ثوراتهم وانقلاباتهم وملكياتهم وجمهورياتهم واحزابهم وطوائفهم وعمالتهم وجواسيسهم واذنابهم من ثورة «عشرينهم» حتى سقوط صنمهم في ساحة.. «فردوسهم».. المزعوم؟! ماذا اعطينا الامريكان منذ التحرير والى يومنا هذا باستثناء.. مجانين جزيرة فيلكا، ومطلقي النار على ارتالهم في الطرق السريعة ووصفهم بالزنادقة والكفرة واعداء الاسلام، وكأن من الواجب عليهم ان يتركوننا نلعق افخاذ جنود الحرس الجمهوري العراقي لكي نحتفظ باسلامنا.. «النقي» التي تمزقت اطرافه بين الـ«غراوند – زيرو» في نيويورك و«تورا – بورا» في افغانستان، و«غوانتانامو» في كوبا الى حيث.. مخابيل فيلق القدس في جنوب.. العراق؟! كان علينا ان نربط عجلات مصالحنا مع ربطات عنق شركاتهم وليس كما فعلنا مع «اندرو يونغ» - مندوب واشنطن الاسبق في الامم المتحدة – حيث زارنا عقب التحرير ممثلا عن شركات بناء منازل عارضا نشاطها العملاقي في بناء عشرات الآلاف من البيوت لاغلاق فوهة انتظار السكن الطويل، لكن.. لعدم تحقق مصلحة ايا من «هوامير» ذلك الزمان من مشروع كهذا، فقد غادرونا بلا عودة لنبقى – نحن – الى يومنا هذا «نلطم ليل نهار» على القضية الاسكانية، مسؤولين ومواطنين كما قالوا في اجتماعهم!.. عن مشاريع المحطات الكهربائية التي تقدموا بها – عقب التحرير – لانشائها بنظام الـ (B.O.T) وحقول الشمال النفطية حتى مشاريع الطاقة النووية وغيرها، لاننا – جميعا وبلا استثناء – رفعنا شعارا عجيبا وغريبا ومخيفا وهو.. «اذا لم استفد انا.. فلا يجب ان تستفيد.. الكويت»!! قبل حوالي ستة أشهر على وفاته – رحمه الله رحمة واسعة – دعاني المغفور له الشيخ جابر العلي للغداء في بيته بالجابرية ودار بيننا حديث طويل ابتدأ في الواحدة ظهرا وانتهى في السابعة مساء، كان اطرف ما فيه حين سألني الراحل الكبير – وهو يبتسم - «هل تعلم – يا فؤاد – الاسباب الحقيقية لنواب مجلس الامة في عام 1962 حين قرروا منع تداول وتعاطي وبيع وشراء الكحول في الكويت»؟! لم ينتظر المرحوم – باذنه تعالى – اجابة مني بل رد على سؤاله بنفسه قائلا: «وقتها، لم تكن هناك تيارات اسلامية متنوعة، بل تيار قومي، عروبي، ناصري، اشتراكي، علماني.. الى آخره، الذين منعوا تداول الخمور كانوا يسعون للحصول على وكالاته التجارية المتنوعة وعندما اصطدمت مصالحهم قرروا حرمان بعضهم البعض من ارباحه واصدروا قانونهم الشهير.. بالمنع، تطبيقاً لقول الشاعر القديم.. إذا مت ظمآنا، فلا نزل.. القطر»!! اتمنى على عقلاء الديرة – ومجانينها ايضا – ان ينتبهوا للخطر الاكبر الذي يهدد الوطن، لان الكويت – ان مسها سوء فلن يجدوا – حتى - «حوطه» يتشاجرون داخل جدرانها!

فؤاد الهاشم 

الوطن-مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك