يعقوب العوضي يدعو وزير الداخلية إلى إعادة الدوريات الأمنية الراجلة فى أسواق الكويت
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2007, 7:29 ص 530 مشاهدات 0
رسالة إلى وزير الداخلية الجديد
أعتقد أن الشيخ جابر الخالد الصباح وزير الداخلية الجديد عاصر فترة الدوريات الأمنية الراجلة المكونة من فردين من افراد الشرطة التي كانت تجوب الاسواق العامة في البلاد خلال فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكيف كانت هذه الدوريات لها هيبتها واحترامها وفرضها للأمن في كل مكان تتواجد فيه، نظرا الى كثرة جرائم السرقات المرتكبة هذه الأيام من قبل مجموعات كبيرة من الاشخاص سواء من الكويتيين أم من الأجانب العاطلين عن العمل، وبما ان الأمن مفقود في هذه الاسواق وأماكن التواجد الشبابي مثل المولات الجديدة ومجمعات الأسواق التي يتسابق الشباب للتواجد فيها لغرض المعاكسات والتحرش بالفتيات، حيث الأمر سهل وبسيط بالنسبة اليهم، وذلك لنقص الأمن وفقدان الهيبة التي تلاشت عن الأمن عموماً، وليس المقصود بالتواجد الأمني منع الشبان من ارتياد هذه الاسواق، ولكن بهدف فرض السيطرة الأمنية على هذه الأماكن لمنع وقوع الجرائم فيها.
ثم إن رجال المباحث بلباسهم الوطني الموجودين في هذه الأسواق للتدخل في الجريمة، مهمتهم تكون معدومة طالما ان الجرائم ترتكب قبل تدخلهم، ولكن الوقاية هي الأساس في مثل هذه الحالات وقبل وقوع الجرم، فرجال الأمن بملابسهم الرسمية يفرضون هيبتهم على الجميع، واحترام الناس لرجال الأمن نابع من تقديرهم لهم، وهذا التواجد الأمني الرسمي يقي هؤلاء الشباب من الوقوع في الخطأ ويحفظ لهم مستقبلهم من الضياع، كما يحفظ كرامة الاسر والعائلات من أن تتعرض بناتها الى المعاكسات الشبابية، كما يمنع مبيتي النية من ارتكاب جرائم السرقة وهتك العرض والتحرش.
ولعلنا لا ننسى ذلك الآسيوي ذا اللحية الذي وصفه البعض وقد ارتكب جريمة هتك العرض بحق فتاة لا يتجاوز عمرها ست سنوات قبل عامين في أحد أسواق منطقة المباركية وسط تزاحم المواطنين وفر هارباً ولم يقبض عليه حتى اليوم، فلو كان رجال الأمن بملابسهم الرسمية متواجدين أثناءها في تلك الاسواق لما حدثت مثل هذه الجريمة الشنعاء التي ذهبت ضحيتها فتاة بريئة لا ذنب لها الا مرافقتها لعائلتها الى السوق. البطالة الكبيرة المنتشرة بين الشباب الكويتي وكثيرون منهم يبحثون عن عمل ليكملوا مسيرة حياتهم، ووظائف الشرطة خالية لمن يرغب في العمل والالتحاق بسلك الشرطة، فالعمل على توظيفهم في سلك الشرطة واجب وطني. وبما ان الأمن هو أهم مقومات الحياة والعيش الكريم فلا بد من تواجده في شكل دائم وفي كل الأماكن، والدوريات الراجلة موجودة في كل دول العالم، ولكنها في الكويت مفقودة، ناهيك عن دوريات الخيالة التي كانت ايضاً موجودة في البلاد منذ أكثر من اربعة عقود، ولكنها اندثرت اليوم وسادت الجرائم وكثرت لفقدان الأمن والطمأنينة عند الناس.
ولعلنا في هذه العجالة أشرنا الى ما يحتاجه المواطنون من أمن وهدوء واطمئنان على أعراضهم وأموالهم وحياتهم، وعسى ان تلتفت وزارة الداخلية وعلى رأسها معالي الوزير الى نبض الشارع الكويتي، وهذه نقطة في بحر المعاناة الأمنية في البلاد بعد ان كثرت الجرائم الدخيلة عليه من كل جهات العالم الى درجة سرقة مناهيل المجاري وأسلاك الكهرباء والتلفونات وغيرها من الجرائم الجديدة والله يستر من الأيام المقبلة اذا ما ازداد الفلتان الأمني في البلاد، ويحفظ أهلها بالعمل المخلص والجاد والوطني من كل سوء، فالتصريحات التي سمعناها من قادة وزارة الداخلية كثيرة وقد صاحبتها كثرة الجرائم والاعتداءات والتعديات حتى على أموال الدولة من قبل الكثير من الجنسيات والعمالة الهامشية التي غزت البلاد من تجار الاقامات الجدد بتواجدهم في الكويت وحصولهم على جنسياتها بالوساطات والرشاوى والمحسوبية والطرق الملتوية القذرة لتنفيذ أغراضهم الدنيئة، فالإخلاص والعطاء والولاء للوطن هو المطلوب في كل وقت، خصوصاً خلال هذه الفترة التي تمر فيها المنطقة وبالذات الكويت التي فتحت أبوابها لكل من هب ودب وسمحت له في شتم البلاد ورمزها ورجالاتها المخلصين من دون رادع وعقوبة، فالحذر واجب واليقظة مطلوبة والعمل الجاد هو أساس بناء الشعوب والدول.
يعقوب العوضي
تعليقات