أمريكا وإيران وجهان لعملة واحدة، وهما يدعمان المالكي لولاية ثانية ، وهو طائفي بامتياز لديه ميليشيا خاصة تنفذ اغتيالات وتصفيات طائفية ضد رموز قيادات السنة.. د.الطبطبائي

زاوية الكتاب

كتب 1698 مشاهدات 0


 


ديوان العرب
 

المالكي طائفي بامتياز

 
كتب د.وليد الطبطبائى
 
2010/10/27    10:57 م

 
ربما لا تقدم وثائق موقع «ويكلي ليكس» الضخمة عن «حمام الدم» في العراق معلومات عن حقائق لا نعرفها هناك، فنحن نعلم ومنذ سنوات أن الأمريكيين اعتمدوا الطائفية واقعاً ووسيلة لإدارة عراق ما بعد 2003، ونعلم ان القوات الأمريكية تورطت في - أو تغاضت عن – جرائم كثيرة ضد المدنيين، ونعلم أيضا ان طهران قدمت دعماً للاحتلال الغربي في العراق مقابل ان يعطى لها الدور الأكبر من التأثير في السياسة الداخلية في العراق.
والعراقيون وغيرهم يعلمون ان حكومات ما بعد 2003 – وخصوصاً حكومتي الجعفري والمالكي – ادارتا العراق بعقلية الميليشيا الطائفية، ولم نكن بحاجة الى وثائق «ويكلي ليكس» حتى نعلم ان نوري المالكي لديه ميليشيا خاصة تنفذ اغتيالات وتصفيات طائفية ضد رموز قيادات السنة، ولا أن قوى الأمن ووحدات الجيش العراقي في ظل حكم المالكي صارت مخترقة وموجهة من قبل المخابرات الإيرانية.
لكن أهمية ما نشره موقع «ويكلي ليكس» انه بين – ومن خلال وثائقهم – أن الأمريكيين وادارتي الرئيس بوش واوباما على علم بكل هذا وانهم سمحوا بحدوثه مما يشكل تناقضا مع ظاهر السياسة الامريكية في المنطقة والتي يقال انها تستهدف احتواء ايران، فكيف تحتوي امريكا النظام الايراني ثم هي تقدم العراق له «على صحيفة من فضة»، على حد وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل؟ وكيف نفهم اتفاق كل من واشنطن وطهران على دعم استمرار المالكي في رئاسة الوزراء اي اربع سنوات أخرى في ترسيخ الفساد والطائفية؟
التفسير الوحيد هو ان واشنطن تنفذ اجندة اسرائيلية بحتة في العراق بتحويله الى لغم طائفي كبير في المنطقة، وانه – خلافا للمساجلات الاعلامية والسياسية- فإن لإسرائيل مصلحة مرحلية في تضخم إيران على حساب جوارها العربي لخلق احتقان ومواجهة دائمين يضعفان المنطقة برمتها ويستهلكان طاقتها وثرواتها لتبقى إسرائيل سيدة المنطقة والقوة دائمة التفوق على جوارها.
وثائق الأمريكيين التي كشفها «ويكلي ليكس» تبين ان 109 آلاف عراقي قضوا في السنوات الست الاولى من الاحتلال 60 % منهم مدنيون و 15 % منهم مجهولو المصير خطفتهم قوى الامن الموجهة طائفيا، اذ حسب المناطق فإن الغالبية العظمى من 180 الف عملية اعتقال إنما جرت في المحافظات ذات الغالبية السنية، وأن عشرات من السجون السرية أنشئت بأوامر من المالكي أو بعلمه جرى فيها تعذيب الناس واغتصابهم، وحسب الوثائق فإن قوى الأمن التابعة للمالكي «شكلت على اساس طائفي وتنفذ اجندة طائفية».
الوثائق أثبتت تلقي ميليشيا جيش المهدي وميليشيا بدر وغيرها التابعة للقوى السياسية الشيعية لدعم مباشر من ايران وتسليح وتدريب بل ان نقاط التفتيش التي تقيمها هذه الميليشيات كان يشرف عليها ضباط إيرانيون، كل هذا بعلم الامريكيين وموافقتهم الضمنية.
الوثائق الأمريكية حول العراق تدعونا في الكويت والخليج لأخذ الحيطة والحذر وعدم بناء سياساتنا وتوقعاتنا حول مستقبل العلاقة مع العراق على أساس الأماني والأحلام، ونوري المالكي الذي سيجدد له لولاية ثانية وربما ثالثة في طريقه لأن يصبح – أو هو يحاول – ان يكون صداما آخر في العراق، وهو يمتطي ظهر الطائفة ويمارس الطائفية سبيلا للاستبداد بالسلطة والتفرد بالحكم، وهو أمر انتبه له وبات يخشاه عدد متزايد من السياسيين الشيعة الذين جاهروا بمعارضتهم له رغم الضغوط الإيرانية.

د. وليد الطبطبائي 
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك