عودة الجيش الإيراني الإلكتروني
عربي و دوليأكتوبر 27, 2010, 2:21 ص 4210 مشاهدات 0
إن القول بإنتشار الجهل والتخلف وسيادة الغيبيات الدينيـة في ظل نظام الملالي الحاكم في طهران يعد تبسيطا مخلا وهرولة نحو الخروج باستخلاص لا يسنده ما يكفي من التحليل، ففي جمهورية ايران الاسلامية تطور تقني وصناعي كبير مقارنة على الأقل بما هو موجود على الضفة المقابلة له على الخليج العربي، ففي سبتمبر الماضي تعرض موقع تك كرنش' techcrunch.com ' المختص بعرض منتجات الانترنت الجديدة لإختراق من قبل مجموعة قراصنة معلومات تطلق على نفسها الجيش الايراني الإلكتروني ' Iranian Cyber Army' ، هي نفس المجموعة التي نجحت باختراق موقع تويتر الشهير ' twitter.com' في ديسمبر 2009م . ثم قامت باختراق موقع محرك البحث الصيني الشهير بايدو 'baidu.com' في يناير 2010م، وفي كل حالات الاختراق كان القراصنة يتركون رسالة تتضمن العلم الإيراني ورسائل سياسية باللغة الفارسية على صفحة حمراء وسوداء في أسفهلها نجمة داوود محطمة، وفي وسطها راية خضراء تحمل الآية القرآنية الكريمة 'فإن حزب الله هم الغالبون' وفي أسفلها كلمة 'ياحسين عليه السلام ' . وفي غزوة أخرى وضعوا ما يجبر المتصفح الى دخول موقعهم 'ircarmy.com ' لقراءة قصائد بالفارسية تقول 'سوف نضربكم إذا أمر قادتنا بذلك، وسوف نضحي برؤوسنا إذا رغب قادتنا' أو رسالة تقول ' الولايات المتحدة تظن أنها تسيطر على الانترنت ولكن هذا غير صحيح، نحن نسيطر على الشبكة بقوتنا، لذلك لاتتدخلوا بشؤون الشعب الايراني'.
حرب الانترنت بين ايران والغرب كانت متوقعة منذ فجر الخلافات حول الطموح النووي الايراني، بل ان الاستراتيجية الدفاعية الاميركية2010م قد أفردت لحرب المعلومات من خلال الشبكة العنكبوتية محور كامل توقعا للهجمات الايرانية وتسهيلا للطريق امام هجمات امريكية غربية ضد ايران كما حدث مؤخرا حين تعرضت اجهزة الكمبيوتر الايرانية لهجمات الفايروس المسمى ستكسنت ' Stuxnet ' المصمم خصيصاً لاختراق انظمة التحكّم والحصول على البيانات من اجهزة من انتاج شركة سيمنس ' Siemens' الالمانية، مما أدى الى تأخر تشغيل مفاعل بوشهر النووي .
لم تقلقنا عودة الجيش الايراني الالكتروني ' Iranian Cyber Army' لدك مواقع اعدائة ، لكن لابد من جملة ملاحظات مهمة واساسية : أولها مهاجمة الجيش الايراني الالكتروني للموقع الصيني بايدو الذي يتفوق على محرك البحث العالمي غوغل ' Google'، من حيث تلقيه لملايين الزوار كل يوم في الصين . فالصين دولة صديقة لجمهورية ايران الاسلامية، مما يدخل هذا الاجراء في خانة العبث الصبياني غير المدروس أو في خانة التخبط والتناقض المستشري بين بين الاجهزة الأمنية في طهران . أما الأمر المقلق الثاني فهو ماذكرته مجلة بي سي وورلد المختصة بالكمبيوتر ' .pcworld.com' نقلا عن وكالة فارس الايرانية يوم 25 اكتوبر 2010م من ان ابراهيم جابري قائد وحدة الحرس الثوري المسماة علي بن ابي طالب في مدينة قم قد صرح ان الحرس الثوري قد نجح في اقامة جيش الكتروني استطاع اليوم ان يصبح ثاني اقوى جيش الكتروني' cyber army' على الشبكة العنكبوتية . وقد يهون البعض من خطورة الأمر لأن الحرس الثوري قد اصبح يسيطر على مفاصل الحياة في طهران فما سبب الجزع الآن ؟
نقول إن ذلك يعود الى اصرار مقاتلي الشبكة العنكبوتية الايرانيين على خلط الملفات بشكل مقلق، فقد كان هناك اصرار من قبلهم بشكل شعائري على وضع كلمة الخليج الفارسي 'Persian Gulf ' ضمن رسالتهم السياسية، دون ان يكون هناك خريطة تتطلب وجود هذه العبارة، مما يدل على انها تأتي في مصاف الثوابت الأخرى التي تقاتل هذه المجموعة لابرازها . ولا يخفى على احد ان الولايات المتحدة والغرب والصين لا تناكف جمهورية ايران الاسلامية على هذه الجزئية بل دول الخليج العربي فقط ، وإذا كانت هذه هي لحظات انطلاق ذلك الجيش فأين ستكون تكون نقاط الوصول. فهو جيش لم يهاب من الانتقام الصيني الذي يسنده ملايين عباقرة الكمبيوتر، ولم يحسب افراد ذلك الجيش لمهنية واحتراف من يدير موقع تويتر أية حساب، ونجحوا في اختراقة. فماذا نملك نحن في الخليج العربي لوقف هجومهم المرتقب، ونحن العدو المفترض القادم على خريطة الجيش الايراني الالكتروني ؟
تعليقات