دورة البابطين للإبداع الشعري في سراييفو أحيت برأى نرمين الحوطي حلم السادات بـ'وادي الراحة'
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2010, 12:42 ص 476 مشاهدات 0
البابطين يحيي حلم «وادي الراحة»
الأربعاء 27 أكتوبر 2010 - الأنباء
في يوم 18 الجاري بدأت الوفود والشخصيات السياسية والدينية والفكرية والأدبية والحزبية والطائفية من مختلف الأديان ومن مختلف الدول والأجناس تتوافد على دولة سراييفو لتلتقي في اليوم التالي، تحت قبة واحدة وهي افتتاحية الدورة الـ 12 لمؤسسة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري والتي جاءت بعنوان «دورة خليل مطران ومحمد علي ماك دزدار»، وفي تلك اللحظة وعندما بدأت الكلمات تنطق باسم الثقافة والحضارات ورقي لغة الحوار المسموع للجميع هنا تذكرت حلم «وادي الراحة».
ربما يكون البعض قد تناسى ذلك الحلم الجميل وهو جمع الأديان تحت قبة واحدة، وربما لا يعلم البعض من هو أساس ذلك الحلم؟ وقد لا يعلم البعض أين كان مكان ذلك الحلم؟
بدأ حلم «وادي الراحة» مع قرار الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، رحمه الله، رجل السلام ببناء مجمع الأديان، كان ذلك الحلم يقوم على أساس السلام لكل الأمم وكل الأديان والحضارات من خلال تجميعهم داخل مكان واحد للتحاور فقام باختيار «وادي الراحة» الذي يبعد عن منطقة سانت كاترين 2 كيلومتر، تلك المنطقة التي تتمتع بثروة دينية من مختلف الأديان، فذلك الوادي يحتضنه جبل موسى وقمة جبل كاترين تكسر الشمس عليه، وتشرق على كنيسة سانت كاترين وتغرب على الجامع القديم الذي بني في عصر الحاكم بأمر الله، ولكن لم يكتمل حلم «وادي الراحة».
وفي يوم 19 وجدت الشاعر والأديب عبدالعزيز البابطين يعيد ذلك الحلم في سراييفو لتكون عبرة للحاضرين ومحاولة لإعادة الحلم الذي حلم به الكثيرون ممن يريدون السلام، وجاءت كلمته الافتتاحية للدورة لتؤكد هذا، حيث قال البابطين: «أتينا إلى هذا البلد هذه المرة لنتعلم درسا جديدا نحن بحاجة ماسة إليه، هذا البلد الذي تتجاور وتتداخل فيه الكثير من الأديان والعرقيات في إطار واحد، والذي دخل في تجربة مريرة وخرج منها ليتعلم أنه لا طرف بمقدوره أن يلغي طرفا آخر، وأن القوة التي تتباهى بقدرتها على إخضاع الآخرين واستئصالهم هي قوة عمياء لابد أن تقع في مهواة وأن تستأصل نفسها، وان القوة الخلاقة هي تلك التي تسعى إلى حماية الآخرين والدفاع عنهم بالدرجة نفسها التي تدافع بها عن حقوقها ووجودها. وأضاف: خرجتم من هذه التجربة المريرة وتعلمتم منها أن بلدكم هو لجميع أبنائه، وأن التنوع عندما تسود العقلانية والتسامح هو ثراء للبلد وليس تهديدا لكيانه، وأنه لا شيء سوى السلم الأهلي هو الذي يضمن للجميع حقوقهم وكرامتهم وازدهارهم».
كلمة وما تنرد: (يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات: 13.
تعليقات