بمؤامرة حيكت بليل لا قمر فيه، تمسي الكويت مضرب الأمثال في التطبيق الخاطئ للديموقراطية، عبداللطيف الصريخ يرى ان الكويت بدت مثالا سيئا لجاراتها !!

زاوية الكتاب

كتب 669 مشاهدات 0


 
د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / يوم لك... ويوم عليك
 

 

فيما مضى كانت الكويت درة الخليج، يضرب بها المثل في التطور العمراني والتنمية البشرية والإبداع وحرية التعبير، وإذ بها اليوم، وبمؤامرة حيكت بليل لا قمر فيه، تمسي مضرب الأمثال لدى دول الجوار في التطبيق الخاطئ للديموقراطية، لأننا كشعوب عربية لا تصلح لها الديموقراطية، ولا تستحق أن تمنح المزيد من الحريات في التفكير والكتابة، هكذا بدت الكويت مثالاً سيئا لجاراتها.
بينما أصبحت جارات الكويت وشقيقاتها مضرب المثل لدى مفكريها وكتابها في التطور العمراني والمدني، بل حتى في التركيز على بناء الإنسان، وحتى عندما استبشرنا بخطة التنمية العملاقة، رأينا جميعا أنها تنمية على الورق، وبدأ سياسيونا يستغلون رصيد التنمية الضخم لجر الآخرين نحو ما يريدون من مواقف سياسية.
أما الانفتاح الإعلامي، والفوضى الفضائية التي صفقنا لها في البداية أصبحت معول هدم لكثير من أخلاقيات المجتمع، وأمست فأراً ينخر في جدار الوحدة الوطنية، وأضحى الشعب تائهاً بين فئات من الناس لا هم لها سوى التقاتل على السلطة والمال، كل يريد أن يفرض رأيه على الآخر، ويطمح أن يسود الاتجاه الواحد والرأي الأوحد، ولا أستثني من ذلك أحداً، إلا من رحم ربي، وقليل ما هم.
بدأت أفتش في أروقة وطني علني أجد من يكون همه الوطن، ولا شيء غير مصلحة الوطن، فوجدت القليل منهم، وماذا عساها أن تفعل القلة المغلوبة على أمرها، أمام كثرة تملك المال والسلطة وأدوات الإعلام.
وصل بعض ما يسمى بالإعلام الحر في الكويت إلى درجة يشتم أحدنا الآخر، ويسخر منه، ويشهر فيه دون حجة أو دليل أو برهان، فيصفق بعض الناس فرحين بتلك الصفاقة الأخلاقية، وانعدام الضمير الحي، بينما تسترخي الجهات المسؤولة عن السلم الأهلي والأمن الداخلي على مقاعد المتفرجين، تاركة الحبل على الغارب لأولئك اللاعبين بالنار، ولسان حالها «نار تاكل حطبها»، و«حط حيلهم بينهم»، وكأنها تدعوهم لتطبيق القانون بأيديهم، مع أنها تملك من القوانين ما لو طبقت بحذافيرها لتخلصنا من تلك الشوائب التي تعكر علينا صفاء الحياة. رغم ما قلت أعلاه... فمازلت أملك كماً كبيراً من التفاؤل في أخيار في وطني.


د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي  
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك