الحرية فى الكويت أصبحت مقاسات برأي أحمد الخطيب

زاوية الكتاب

كتب 1206 مشاهدات 0





الحرية مقاسات
 
الأربعاء 20 أكتوبر 2010 - الأنباء
 

أستغرب للكثير من السياسيين والبرلمانيين الذين يطالبون بالمزيد من الحريات، وفي المقابل يطالبون وزارة الإعلام بغلق وإيقاف بعض الفضائيات والصحف بسبب تعرضها لأشخاصهم فهذا التناقض الكبير في طرحهم أوجد انطباعا لدى الكثير من المراقبين بوجود حالة من التخبط في التصريحات والبيانات وردود الأفعال.
الحرية عندنا أصبح لها أكثر من منظور، فالحكومة تريدها بما يناسبها، والنواب يريدونها على مقاسهم، والصحافة والمحطات الفضائية تريدها مطلقة، وجمعيات النفع العام تريدها حسب مفهومها، حتى أصبحت الحرية مقاسات وباتت لغزا.

ومع بدء وزارة الداخلية بمنع الندوات غير المرخصة، بدأ بعض السياسيين والصحافيين والمهتمين بالشأن السياسي بالاحتجاج على إجراءات الداخلية حيال تلك الندوات وأخذ الكل يدلي بدلوه، منهم من أراد الحفاظ على المكتسبات الدستورية ومنهم بقصد التكسب السياسي، وأصبح البعض ممن هاجم الصحف والقنوات الفضائية التي يدعي أنها تعرضت له، أصبح في وضع حرج ولا يحسد عليه فلم يعد بإمكانه الدفاع عن حرية الرأي لأنه أول من بدأ ممارسة تكميم الأفواه، و«فاقد الشيء لا يعطيه».

وفي إحدى الفضائيات عرض برنامج يقوم بتقليد بعض الشخصيات السياسية والبرلمانية، وكانت ردة فعل بعض من تم تقليدهم أكبر مما يستحق الأمر، فأخذوا بقذف المحطة وملاكها بوابل من الشتائم متناسين حرية الرأي التي كانوا ينادون بها أيام الانتخابات.

للحرية حدود كثيرة، منها حدود أدبية وحدود أخلاقية وحدود مهنية، بمعنى أنك حر في كلامك وأفعالك وتصريحاتك ولكن هناك أدبيات يجب الامتثال لها وأخلاقيات يجب أن تراعى واحتراف بالمهنية لابد أن تتوافر، فإذا أردت أن تنتقد فيمكنك ذلك وبمنتهى الحرية وقل ما شئت (ولكن) دون الطعن أو المساس بأخلاقيات الناس وشرفهم أو التصغير من شأنهم فإن لم تلتزم تكون قد خرجت عن حدود الحرية ودخلت منطقة المحظور.

لا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة، فللحرية ضوابط ورقابة تنبع من ذاتنا تميز الغث من السمين، فللحوار والألفاظ أدبيات يجب الالتزام بها واحترامها ليس فقط في الجانب الإعلامي بل حتى في تعاملنا في جميع جوانب الحياة في البيت والعمل والشارع وتحت قبة عبدالله السالم.

القصد: إساءة فهم واستخدام الحرية عند البعض أدت إلى ظهور سلوك غاية في الخطورة والتخلف قد يهدم ما بني على مدى عقود لا قدر الله.

العم أحمد عبدالعزيز السعدون تعرض للكثير من الإساءة والهجوم، بل وأحيانا للقذف والتجريح، إلا أنه لم تكن هناك أي ردة فعل من جهته لسبب بسيط جدا هو إيمانه بالحرية وإدراكه معناها.
 
 أحمد الخطيب

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك