يروي تجربتة لأسلمة أمريكية تبشيرية.. محمد الخالدي يتمنى إسلاما بلا مذاهب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 19, 2010, 11:52 م 629 مشاهدات 0
نحو إسلام بلا مذاهب
الأربعاء 20 أكتوبر 2010 - الأنباء
هل يحتاج المسلمون اليوم إلى أكثر مما كان سائدا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور دينهم، حيث لم يكن للمذاهب ولا الطوائف وجود، هل نحتاج إلى أكثر من أركان الإسلام الخمسة والتي لا يختلف عليها سنة ولا شيعة ولا خوارج ولا زيدية ولا معتزلة؟ الإسلام كما علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدد بنطق الشهادتين، والصلاة والصوم والزكاة والحج، أما ما دون ذلك ففي الأمر سعة واجتهاد، ومن يقل غير ذلك فإنه يكذب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتفق عليه كل المسلمين. لسنا بحاجة إلى كل هذه التعقيدات التي يحاول أصحابها أن يحجروا بها على عقول البشر ويحولوهم إلى قطيع من البهائم لا تجرؤ على التفكير، لسنا بحاجة إلى أكثر من نطق الشهادتين والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله في العقيدة، أما الفقه فما هو إلا اجتهاد هدفه توضيح كيفية العبادة وتنظيم حياة الناس في معاملاتهم، وفي كل هذا يسر وسعة لا تخرج من الإسلام مادامت النية خالصة لله عز وجل، وهو أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه. لن ندخل النار إذا لم نقرأ مجموع الفتاوى لابن تيمية أو كتاب الكافي للكلليني، وإلا أين سيذهب ملايين البشر ممن ولدوا وماتوا قبل أن يولد ابن تيمية والكلليني مع احترامي لاجتهادهما؟
هنالك ملايين البشر من المسلمين ممن لا يصلون ولا يصومون ولا يدفعون الزكاة ولا يحجون رغم قدرتهم، ملايين البشر لا يعرفون شيئا عن أركان الإسلام في مختلف بلدان العالم، وملايين غيرهم من أديان أخرى أو بلا دين لم يسمعوا عن الإسلام غير ما تبثه وسائل الإعلام الغربية من افتراءات بأنه دين عنف وقتل وإرهاب، أليسوا أولى بهذه الجهود والوقت والأموال التي تبذل في مهاترات التكفير والسفسطة الزائدة التي تجري بين المسلمين؟ ملايين البشر يعيشون في ضياع ولا يعرفون ما هو الإسلام، وهناك من يفني عمره في حروب وصراعات مذهبية بلا طائل ولا غاية، أي دين هذا الذي لا نعرف فيه أبسط الأولويات؟!
في عام 1997 كنت أدرس في جامعة واشنطن، وكانت إحدى الكنائس القريبة من الجامعة ترسل كل يوم مجموعة من أتباعها للجامعة، كانوا يضعون طاولة صغيرة على مدخل الكلية ويوزعون بعض الكتب التبشيرية ويدعون الطلبة إلى المسيحية. كنت أقضي بعض الوقت مع إحدى المتطوعات في نقاش حول المسيحية والإسلام، وخلال أقل من شهر واحد أعلنت تلك الفتاة إسلامها، رغم ضحالة معلوماتي عن الإسلام بكل صراحة، فالإسلام بالنسبة لي واضح وبسيط مادامت بعيدا عن تعقيدات التكفير والمذهبية. هذه الحكاية تؤرقني كثيرا وتشكل هاجسا مستمرا لدي، فدائما أحدث نفسي بأنني إذا استطعت أن أقنع فتاة أميركية مكلفة بالتبشير ودعوة الناس للمسيحية بالدخول إلى الإسلام وأنا الساذج الجاهل الذي لا يملك في الدين علما، فما الذي يمكن أن يفعله العلماء وطلبة العلم ورجال الدين لو بذلوا جهدا صادقا في دعوة الناس وهدايتهم لما نسميه دين الفطرة السليمة؟ اتقوا الله في الناس أيها العلماء والمشايخ، فالمسلمون اليوم يفجرون المساجد بمن فيها من المصلين بسبب خطابكم المذهبي، ملايين الشباب لا يصلون وأنتم لاهون في مناقشة جزئية ضمن جزئية ضمن جزئية في قضية فرعية فأي خواء هذا؟!
تعليقات