(نوابنا اكبادنا تمشي على الارض)!... مفرج الدوسري يسرد وقائع صمتهم بداعى التمصلح

زاوية الكتاب

كتب 478 مشاهدات 0




نوابنا أكبادنا تمشي على الأرض!

 
كتب مفرج الدوسري
 

 

 
شيء مخجل ومضحك في الوقت نفسه ما يقوم به بعض النواب، الذين يحاولون قطاف ما يزرعه الآخرون، فهناك نواب يلتزمون الصمت ولا يصرحون ولا نسمع لهم حساً ولا يبذلون من الجهد شيئا، في الوقت الذي يقوم بعض زملائهم بمتابعة تقارير ديوان المحاسبة ومتابعة كل ما يهم الشأن العام ويحرصون الحرص كله على الاشارة الى مواطن الخلل ويوجهون الرسائل الى المسؤولين بوجوب اصلاح الخلل من خلال تنحية هذا المسؤول أو ذاك بسبب تجاوزاته الموثقة من خلال تقارير ديوان المحاسبة، والامثلة كثيرة، فحين صرح بعض النواب مشيرين الى الخلل في الخطوط الجوية الكويتية ومطالبين باقالة المسؤول الذي وجهت له الاتهامات بالتجاوزات لم يصرح البعض الآخر والتزموا الصمت كصمت اهل القبور، وما ان تمت ازاحة هذا المسؤول حتى هب الجميع هبة رجل واحد واطلقت الصيحات والتصريحات من هنا ومن هناك، وهذا ليس انتصارا للقانون، ولكن ليحظى احدهم بتعيين احد الاقرباء أو المحسوبين عليه في هذا المكان الشاغر، وقد تكرر هذا الامر مرارا، فحين طالب النائب الفاضل فيصل الدويسان بتنحية احد المسؤولين في وزارة الاعلام، صمت الجميع ولم ينطق احد، وعندما تمت تنحية هذا المسؤول خرج علينا احدهم بتصريح غريب عجيب، وعندما سئل عن سبب صمته بالامس وتصريحه اليوم قال بالفم المليان (اريد ان اعين احد الاقرباء مكانه)!! اذن الفزعة او الفزعات التي يقوم بها البعض بعد ان يزاح هذا المسؤول او ذاك ليست للمصلحة العامة وليست انتصارا للقانون أو خوفا على مصالح الامة وانما لجني ثمار ما يزرعه الاخرون من جهود مثمرة، وهذا بكل اسف منقصة بحق بعض النواب الذين جعلوا مصالحهم فوق مصالح الامة، الضرب في الميت حرام!!
???
بصراحة لا نعلم هل نبحث لبعض النواب عن اعذار ام نحملهم مسؤولية ما يجري على ارض الواقع من ازمات ومشاحنات وصراعات وتبادل اتهامات وقصور في الرقابة والتشريع، هناك من يقول ان التحامل على النواب كبير، والضغط عليهم اكبر، فلا تحملوهم فوق طاقتهم، وان الخلل في الحكومة غير المتجانسة، والتي لا تفي بالتزاماتها وتعهداتها وترمي كل معوق في ملعب النواب، وهناك من يقول: ان المشكلة الرئيسة لما يجري يعود الى ضيق افق بعض النواب ومحدودية تفكيره وعدم المامه بقواعد اللعبة السياسية وسرعة استثارته، وهناك من يرى ان البعض الآخر من النواب جاء لمجلس الامة ليحقق المكاسب على الصعيد الشخصي لا اكثر ولا اقل، وان ما يقوم به من ««عنتريات» ليس سوى «لزوم الشغل»! المواطن في هذه الحالة من يصدق؟ اذا التفت الى الحكومة وجد انها مقصرة في بعض الاوجه، وليس له اليها من سبيل سوى اللجوء الى نواب الامة، واذا لجأ اليهم تمت مساومة هذا النائب او ذاك على امر فيه منفعة خاصة فانقلب على الامة وبحث عن المبررات، الى من يلجأ المواطن في هذه الحال، طبعا ليس له قبل النواب وقبل الحكومة سوى اللجوء الى الله عز وجل، فالحكومة تريد ان تجعل المواطن يكفر بالممارسة الديموقراطية، ويصل الى مرحلة اليأس من تعديل مسارها، وتبحث عن كل ما فيه تعرية للنواب (بعضهم تفصخ شتعرون فيه)! والمواطن متمسك بالديموقراطية الى ابعد حد على الرغم من مساوئ بعض النواب الذين اصبح يشفق عليهم من تصرفاتهم وعبثهم ومراهقتهم وطيشهم ليطلق عليهم (نوابنا اكبادنا تمشي على الارض)!.

< نقطة شديدة الوضوح:
يعجبني وزير التجارة، المهم يطلق التصريح والباقي على المواطنين، صدقوا ما صدقوا مو مهم عنده، يقول معاليه السلع الاستهلاكية في الكويت هي الارخص على مستوى المنطقة!! ونحن نقول كيف؟ اذا كرتون الطماط عندنا بخمسة دنانير فكم سعره في السعودية؟ اعتقد في السعودية بعشرة دنانير، وفي قطر بعشرين دينارا، ويقولون في دبي بخمسين!!! يا معالي الوزير رفقا بعقولنا فالأسعار بشكل عام في الكويت هي الاغلى في المنطقة بأسرها! ولا يشعر بذلك سوى المواطن المسكين الذي يكتوي بنيران الغلاء ولم يعد مرتبه يكفي الى اليوم العاشر من الشهر.

مفرج الدوسري

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك