حكاية العجوز 'تنور' !!
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2010, 8:38 م 3102 مشاهدات 0
كان يا ماكان في سالف العصر والزمان في مدينة 'عدل ستان' كان هناك عجوز شمطاء، نكراء، عرجاء تدعى ' تنور ' كانت هذه العجوز الشمطاء لا تترك أحد إلا وأغلظت عليه في الظلم والخصومة وظلمها يتعدى المقاييس ويصل بالأمر بأن تسلط أحد أقزامها لإيذائه ليلاً ونهاراً وكان الكثير يسمعون ضحكاتها المصحوبة بـالـهزرقة المقيتة التي تطال المستضعفين في الأرض ولأنها كانت تملك قدرة كبيرة في التلون كالحرباء فلتت غير مرة هي وأقزامها من عقوبة القاضي والمحتسب، فقد تفنن أقزامها في إيذاء الخلق فالقزم 'الرقاص' كان ينبح كثيرا لدرجة أن كل مواطن في ' عدل ستان' صار يستعيذ من نباح هذا القزم سيء الذكر والأقزام الأخرون أصح كلمة في حقهم أنهم 'مرتزقة'.
صمت الكثيرون عن هذه العجوز وعن أقزامها ليس خوفا منها ، بل ايمانا بقول الله عز وجل ' خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ' لكن هذه العجوز لم تقف عند حد معين وأصبحت وقاحتها تزداد يوما بعد يوم، حتى بلغ للقاضي 'فاروق الحق' قدر إزعاجها للبشر والخلق فدعاها للحساب فزادت غيضا وصارت تنفث السم في أدمغة الأقزام حتى نسي الأقزام من هم ومن يكونون وقاموا هذه المرة بزيادة الكيل والميزان حتى صاروا يتشقلبون كالقردة وينهقون كالحمير حتى طال هذا العبث هذه المرة حيا من علية قوم المدينة ذوي بأس شديد لم يصبر هؤلاء القوم أصحاب الضمير الحي على هذا الباطل فهبوا إلى عقر دار هذه العجوز وقصرها منبع العلة والإزعاج حتى نالوا من الأقزام فقاموا بجلد هؤلاء الأقزام جلداً حتى صار هؤلاء الأقزام لا يعرفون الفرق بين النهار والليل أما العجوز الشمطاء فقد تحولت إلى ثعبان أسود لتهرول مسرعة إلى جحرها فأبصرت ورأت كيف أن الظلم لابد أن يعود على صاحبه بالشر وأنه مهما كانت قدرتك فهناك من هو أقدر منك ومن لم يخشى الله ويتقيه وسعى في الأرض فسادا فماله من الله من ناصرين !! ، وبعدها نعمت 'عدلستان' بالأمن والإطمئنان أما العجوز وأقزامها فقد ولوا للصحراء وهنا تنتهي الحكاية، والسؤال هل ستعود هذه العجوز إلى عادتها القديمة أم أنها سترى الحق وتؤمن به وتتبعه وتستغفر الله عما فاتها فجميع من سمع هذه القصة الخيالية سيتمنى هذا.
هذه قصة من نسج الخيال البحت لكن هل من الممكن أن نرى نموذج 'عدلستان' يتكرر في أماكن أخرى؟
اللهم احفظ الكويت وشعبها من أي مكروه آمين.
ولدكم
عبدالرحمن الحسيني
تعليقات