النواب لاينتبهون إلى أن حسابات الدوائر الخمس تختلف عن الخمس والعشرين ..نصيحة تطرحها هيلة المكيمي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2007, 7:52 ص 441 مشاهدات 0
الإنجاز والتعاون.. معيار النجاح في انتخابات الخمس
هيلة حمد المكيمي
على عكس التكهنات التي زادت من ارتفاع وتيرة توقعات حل مجلس الأمة على اثر الخلاف الذي خرج إلى العلن ما بين رئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء، فاجأ صاحب السمو أمير البلاد الجميع بمبادرة سعت لاحتواء خلاف السلطتين حيث نجح في إطفاء أزمة الرئيسين. تلك المبادرة ليست جديدة إذ إنها جاءت ضمن سلسلة من المبادرات السامية طوال الفترة الماضية في سبيل تهدئة الأوضاع السياسية حيث صرح صاحب السمو مراراً وتكراراً حول عدم وجود النية لحل المجلس حاثاً كلا السلطتين على ضرورة التعاون وعدم الغرق في جدل سياسي لا طائل منه. إلا أن الأخوة النواب يفضلون العيش ضمن دائرة التصعيد والتي باعتقادهم ستضمن لهم العودة في حل إن حُل المجلس. تلك الحالة تفرض جملة من التساؤلات: لماذا يعتقد النواب أن التصعيد مدعاة للشعبية السياسية ولاسيما وفقاً لقانون الدوائر الجديد؟ وهل الكويتيون سعداء في ظل أجواء التجاذب السياسي؟ وكيف فرضت مصالح النواب الانتخابية كأولوية على مصالح الناخبين؟
ففي ظل أجواء التصعيد البرلماني، شكلت بالمقابل أربع حكومات متعاقبة مع تأكيدات سامية على بقاء البرلمان وضرورة التعاون ما بين السلطتين. تلك المساعي الحكومية ليست إلا ترجمة لنبض الشارع الشعبي المتذمر من تردي العلاقة ما بين السلطتين والتي خلفت حالة من الشلل في كثير من قطاعات الدولة ولاسيما الاقتصادية والتنموية منها. إلا أن النواب على ما يبدو أخفقوا في فهم هذه الرسائل التي تؤكد بأن الشارع الشعبي لم يعد يرى شعبية في الاستجوابات أو التصعيد السياسي بل الشعبية تكمن في العمل والإنجاز وعودة البرلمان إلى دوره الحقيقي في التشريع والرقابة. أقول للإخوة النواب إن حسابات انتخابات الدوائر الخمس تختلف كلياً عن الخمس والعشرين، ففي حين تعتمد الأخيرة على تخليص المعاملات الفردية والاستجوابات والبطولات الشخصية المزعومة، تعتمد انتخابات الخمس على التشريع والانجاز الحقيقي الذي لم ير النور بعد ونحن على أعتاب دور الانعقاد الثالث. فرصة الانجاز - والتي تعتبر مقياس النجاح في الانتخابات القادمة - كبيرة ومتوافرة في ظل وجود شخصية كسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح حيث تحظى بشعبية واسعة تنبع من صدقه الحقيقي في العمل والانجاز مما لا يعطي مبرراً حقيقياً للتصعيد الذي لم يعد في صالح النواب ولاسيما في الانتخابات القادمة، كما أن التصعيد الأخير لم يزده إلا شعبية، فبالرغم من وابل الانتقادات التي واجهها بشجاعة في جميع الحكومات إلا أنه سلك سياسة النفس الطويل حتى أوضح مؤخراً بأن الكويت لم تكن فقط تعيش أزمة انتهاك فصل السلطات بل كانت تعاني غياب تعاونها وهذا يفسر لنا الكثير من مثالب المرحلة الماضية. جاءت مبادرة الأمير لتصحيح الوضع وحض السلطتين على التعاون في المرحلة القادمة، ففي ظل الصحافة الحرة لم يعد سهلاً خلط الأوراق كالإيحاء بأن التصعيد والاستجوابات - التي حتى الآن لم تأخذ دورتها الطبيعية في الاستفسار وتوجيه السؤال - من الممكن أن يعتبرها جميع المواطنين انجازاً أو عملاً، بل إن الانجاز الحقيقي على المحك، فهل سيكون نوابنا الأفاضل على قدر ذلك الانجاز؟
تعليقات