مهمة شاقة للبحث عن مؤيد للحكومة ..مختصر مقال نهار محفوظ

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0



البحث عن مؤيد للحكومة
نهار عامر المحفوظ 


 
 
اتصل بي زميل يعمل معدا في محطة تلفزيون العالم اللبنانية، والذي سبق ان أجرى معي أكثر من ثلاثة لقاءات حول مواضيع مختلفة تخص الشأن السياسي المحلي، وكنت أعتقد انه اتصل ليطلب سماع وجهة نظري في أي من المواضيع التي أتناولها في مقالاتي، ولكنه هذه المرة سارع بتوجيه السؤال التالي: هل أنت مؤيد أم معارض للحكومة؟ وقبل ان يسمع الاجابة استدرك بقوله: أعرف انك معارض، ولكن أطلب مساعدتك بان تدلني على كويتي يؤيد الحكومة وتزودني برقم هاتفه ان أمكن، وأكمل بقوله: لقد تعبت و«دخت» فجميع من اتصلت بهم من الوسطين الصحافي والسياسي يعارضون الحكومة، وأجبته بان الحكومة لها مؤيدون ولكن لا استطيع مساعدتك لعدم صلتي بهم، أما وصفي بالمعارض فالتعبير غير دقيق، فنحن نختلف مع الحكومة من منطلق التقويم والاصلاح، ولكن الحكومة تعاند وتكابر بتجاهل نصائح الاصلاحيين ولا تلتفت للأصوات الوطنية المخلصة. مسألة التأييد والمعارضة في دول الديموقراطيات العريقة تتم حسب قدرة الحكومات على تنفيذ برامجها التي تقدمها بعد دراسة وتمحيص الى مجالسها النيابية، الأمر الذي يجعلها محل مساءلة ان لم توف بتنفيذ برامجها بالتمام والكمال حسب الوقت المقدر لها، انما في الكويت الأمر مختلف فالحكومة يتم تشكيلها على طريقة التقاليد السياسية العليا الخاضعة للواسطة والمحاصصة، وحسابات شخصية في توزير الاصدقاء والمقربين دون برامج ولا هم يحزنون، فالهون أبرك ما يكون، فكل شيء يسير على البركة، الأمر الذي يجعل الحكومة منعزلة شعبيا ومنطوية سياسيا لتتسع بذلك مساحة المعارضين وتتقهقر الحكومة وتنزوي في الزاوية المجهولة، نحن لا نعارض من أجل المعارضة وانما نمارس دورنا المعارض لتنبيه الحكومة ومساعدتها في كشف مواقع الخلل، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، فالحكومة مثل الديك الذي «يعوعي» في خرابة، فالوطن يئن ويعاني من الأوجاع دون تشخيص ولا معالجة، والمواطنون يعيشون حالة احباط ويأس بعد ان تيقنوا من سقوط أسباب تعاستهم من أجندة الحكومة التي تتجاهل هموم المواطن بتفكيرها المتعالي ورؤيتها الدونية ومفاهيمها السياسية حسب موقع أعضاء السلطة التنفيذية الطبقي، فكيف لا نكون معارضين للحكومة والكويتيون لا يشكلون في وطنهم أكثر من 33% من مجمل السكان، وأغلبيتهم «مديونين وملعون خيرهم»، وحكومتنا تتخبط وتتفنن في صنع الأزمات؟!
'

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك