مشاهد من رحلة إعلامية إلى مشهد الإيرانية يرويها كل من سامي النصف وخالد السلطان

زاوية الكتاب

كتب 2529 مشاهدات 0



 
مشاهد من «مشهد»

سامي النصف
 
الاثنين 11 أكتوبر 2010 - الأنباء
 

الديبلوماسية الشعبية هي احدى الوسائل الفاعلة للتقريب بين الشعوب والدول، وعليه غادر يوم الخميس الماضي وفد إعلامي شعبي كويتي كبير لزيارة مدينة مشهد الإيرانية، وقد ذكر محافظ ولاية خراسان د.محمود اصلاحي اثناء استقباله لنا انه أكبر وفد عربي يزور الولاية في تاريخها.

وصلنا الى مطار هاشمي نجاد الدولي في «مشهد» التي هي مسقط رأس المرشد خامنئي، وكان اول ما استقبلنا هو الهواء البارد العليل، ثم توجهنا للفندق عبر شوارع واسعة نظيفة تظللها الأشجار ويقع الفندق مقابل الحرم المطهر للإمام الرضا والممتدة مساحته لأكثر من 8 كم2، ويقوم بخدمة زائريه الذين يقاربون الـ 25 مليونا من 128 دولة، حوالي 30 ألف عامل.

والحرم الرضوي آية في الجمال وقمة في دقة أعمال الزخرفة الإسلامية ويضم مكتبة ضخمة وما يقارب عشرة متاحف تختص بمراحل تطور كتابة القرآن، والسجاد والهدايا ولايزال الحرم الرضوي يخضع للتطوير والتوسيع الذي يتم تحت إرشاد وإشراف مكتب سماحة آية الله الواعظ الطبسي ممثل ولي الفقيه وسادن العتبة الرضوية.

ورغم ان إيران تضم اكبر عدد من الشيعة الاثنى عشرية، إلا انها لا تضم الا مرقد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا رضي الله عنه بينما يتوزع رفات الأئمة الآخرين على العراق والسعودية، لذا أتى الاهتمام الشديد من قبل الجمهورية الإسلامية بتطوير الحرم الرضوي وخلق عدة مؤسسات تابعة له للعناية بالشؤون الثقافية والاقتصادية والأوقاف الإسلامية، وضمن أعمال الأخيرة تم إنشاء المستشفى الرضوي الحديث كي تصبح الولاية محجا للسياحة الدينية والثقافية والعلاجية والترفيهية (هناك 340 حديقة ومنتزها في مشهد).

وتضم خراسان التاريخية قبر الخليفة العباسي هارون الرشيد وقبر الإمام محمد الغزالي ومتاحف وقبور الشاعرين المعروفين أبوالقاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة ذات الـ 60 ألف بيت، وعمر الخيام صاحب الرباعيات، إضافة الى مدن وأماكن تاريخية وجبال ومناظر طبيعية مثل طوس ونياشبور وشانديز ورخس وسبيزوار وكاشمر وغيرها حيث تمتد مساحة الولاية لأكثر من 120كم2 وتشغل طيران «الجزيرة» عدة رحلات مباشرة لها.

ولا تخلو زيارة من الطرائف واللطائف، ومن ذلك ان زميلة إعلامية ذهبت الى الحرم الرضوي العامر لصلاة الفجر ونظرا لعظم مساحة الحرم وجمال ما فيه نسيت طريق العودة فاضطر العاملون هناك لدعوة العميد محمد السنعوسي لتسلمها كولي أمرها، الألطف ان الزميلة دعت من قلبها لخفض أسعار الطماطم والخضار لتخفيف المعاناة وكي تتوافر السلطة على موائد أهل الكويت، وهو ما تم، وقد عاتبها بعض الزملاء وقالوا: ليتك طلبتِ أمورا أعظم، الزميل العزيز بوعزيز قال لنا ابان زيارتنا لمطبعة المصحف الشريف: لقد قبضوا علينا متلبسين بطباعة مصحف فاطمة فلا تخبروا أحدا، وكان بالطبع يمزح، فلا فارق بين المصاحف الفاخرة التي تطبع هنا وهناك، الزميل العزيز عصام الفليج وبشهادة د.بدر الرخيص أثبت كفاءة شديدة في عمليات «المكاسر» وضعفا شديدا في جغرافيا الطرق والأماكن وكاد يضيعنا لولا ان ستر الله.

وما كان للزيارة ان تتم لولا الدعم الكبير من القيادة السياسية ممثلة بوزارتي الخارجية والإعلام وسفير الكويت في طهران مجدي الظفيري الذي حرص على تذليل الصعاب والتواجد الدائم مع الوفد، ومدير مكتب «كونا» في طهران محمد السندي ومراسل تلفزيون الكويت في طهران محمد صادقيان، وعلى الجانب الإيراني الجهد الطيب للقائم بالأعمال في السفارة الإيرانية سيد محمد شهابي والمسؤول الإعلامي النشط في السفارة د.سمير ارشدي، وقبل ذلك كله جهد دينامو الفريق الزميل عدنان الراشد الذي لا توفيه الكلمات حقه لما قام به من أعمال واتصالات مضنية استغرقت أشهرا عدة كي يتحقق النجاح الذي تم، فالشكر المحلى بالزعفران والقند لهم جميعا ولزملاء الرحلة الرائعين من إعلاميين وغير إعلاميين.

آخر محطة: بودنا ان يبنى في مكة المكرمة أو ضمن ضواحيها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير المثقف والمفكر خالد الفيصل، عدة متاحف ومكتبات إسلامية تشغل أوقات الزائرين خارج مواعيد الصلاة للاطلاع على التاريخ الإسلامي ويمكن ان تخصص احداها لعرض الهدايا والتحف الرمزية التي يتلقاها خادم الحرمين الشريفين.
 
 

 
الوطن

مشهد من أرض مشهد(1)!!

 
كتب خالد سلطان السلطان

أشكر بشدة الأخ العزيز والكبير عدنان الراشد الذي حوّل الفكرة الى واقع وذلك عندما تباحثت أنا وإياه والشيخ أحمد الكوس أن نزور دولة إيران الجارة فتحققت الفكرة فسارت الكوكبة الإعلامية من رجال ونساء وكان الرجال مثل حظ الأنثيين وشاركنا فيها الدبلوماسي «سفيرنا في إيران» الأخ بو أحمد مجدي الظفيري ووزراء في حكومة سابقة كالأخ «بو طارق» محمد السنعوسي ويوسف زلزلة.
لقد رافق المجموعة كاميرا تلفزيون «الكويت» ووكالة «كونا» ومدير قناة «المعالي» الفضائية وكاميرا قناة «الكوت» و«العدالة» فغطوا جميع المشاهد من أرض مشهد وكان من أبزر المشاهد الجميلة أن تعرفت إلى الكوكبة الإعلامية الكويتية عن قرب، فهذا من جريدة «الأنباء» وهذا من الغراء «الوطن» وهذا من «القبس» وهذا من «الدار» وهذا من «الراي» وهذا من الإذاعة وهذا من التلفزيون، فمرحباً بالجميع إخوة وأصدقاء.
كان من أبرز مواضيع السفرة التي دارت بيني وبين الوفد جميعه هو موضوع الوحدة الوطنية وأهمية التعايش بين أفراد المجتمع الكويتي من السنّة والشيعة بل كان من أبرز النقد الذي سمعته من جميع الإخوة هو الاستنكار الشديد مما قاله الخاسر الخبيث «ياسر حبيب» الذي تناقلته الكوكبة الإعلامية بأنه صاحب فتنة وجهل مطبق فهو ممن لا يعرف بالعلم بل هو للجهل أقرب، فضلاً عن أنه مأجور من قبل جهات تدعمه بالمال ليزداد إشعالاً لنار الفتنة بين المسلمين عموماً وبين السنّة والشيعة خصوصاً وبين أهل الكويت «فلعنة الله على من أيقظ الفتنة وسارع بين الخلق بالفتن»!
لقد كنت جالساً طوال رحلة الذهاب بين زميلين عزيزين «حسن الأنصاري» و«صادق بدر» وفي رحلة العودة كنت جالساً بين أخوين كريمين «عادل دشتي» و«د.بدر الرخيص» اللذين استمعت واستمتعت معهما بالمعلومات الثرية والنقد البنّاء وتبادل مشاعر الأخوة الصادقة والهادفة في آن واحد.
لقد استقبلتنا السلطات الإيرانية بالحفاوة والإكرام وأدخلتنا عبر قاعة التشريفات وحظينا بسهولة إنجاز معاملات الدخول ويسروا لنا جميع سبل الراحة من الحافلات والسيارات الصغيرة والكبيرة وكل ذلك بمرافقة رجال الأمن «فألف تحية للسلطة الإيرانية».
إن التقاء الوفد مسؤول بلدية «مشهد» ومحافظها ومسؤول الثقافة والإعلام أثرى كثيراً معلوماتنا وأعطانا البعد الكبير الثقافي والحضاري والديني لهذه المدينة مما زاد فضولي للقراءة عنها ومحاولة معرفة المزيد من المعلومات عن هذه البلدة الجميلة بجمال طبيعتها ومناخها، وكان من أفضل ما قرأته هو كتاب «موسوعة المدن الإسلامية» لآمنة أبو حجر فقالت عن «مشهد»: تقع هذه المدينة على الحدود الإيرانية – الأفغانية التركمنستية وتسمى «خوس» أيضاً وسبب تسميتها مشهد بسبب «المزارات والمقامات» الخاصة وتعتبر هذه المدينة أحد مدن «خرسان»، وقد فتحت هذه المدينة على عهد الخليفة الراشد «عثمان بن عفان» ومات في أرضها «علي بن موسى الرضا» و«هارون الرشيد» و«الإمام أبو حامد الغزالي» وغيرهم كثير فرحمة الله عليهم أجمعين.
ومن أشهر ما تخرجه أرض مشهد الخصبة «الفواكه» والخضراوات والزيتون والعنب وقصب السكر و«البقوليات» ومياهها من أعذب المياه، كما اشتهرت بالبناء والعمار المتميز وصناعة السجاد والحرير والقطن والصوف.
هي تعيش حضارة وتطوراً خاصاً على المستوى المدني.
< لفتة:
لا أشك أبداً أن اللقاءات المباشرة أثر في الآخرين وهذه الرحلة نرجو أن تلامس قلوب السلطة الإيرانية وقبل ذلك أن تلامس قلوب الوفد الزائر.

خالد سلطان السلطان
 

الأنباء ـ الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك