الاجواء السياسية المقبلة لا تبشر ب'هدوء'، بعد التراشق الإعلامى بين الخرافى والمحمد..مختصر مقال عبدالمحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 575 مشاهدات 0



 رويدكما أيها الرئيسان 
 
فتح الناس ثغورهم مستغربين التراشق الاعلامي 'غير المسبوق'، بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية، وعلى وسائل الاعلام العربية والمحلية، وبهذا الشكل المكشوف..
فالآراء المطروحة بينهما جاءت بعد جلسة افتتاح دور الانعقاد الحالي لمجلس الامة، وبعد الخطابات التي ألقيت في الجلسة، وكانت كلها خطابات طويلة نوعا ما، وقد قال كل طرف ما يريده تصريحا او تلميحا، وعرف الناس، وبالاخص المقربون واصحاب القرار، ان هناك اختلافا واضحا في الآراء بين الطرفين وسلوكا متباينا بينهما، وهو امر 'عادي' في العمل السياسي، فالسلطة التشريعية لها دورها والسلطة التنفيذية لها ايضا دورها، وبالتالي فان قاعة البرلمان او غرف اللجان هي المجال الجيد لطرح الآراء، وان تباينت وتشعبت، ولكن ان ينتقل هذا الاختلاف ووجهات النظر المتباينة الى وسائل الاعلام العربية والمحلية، فان ذلك يعني ان الامر 'خرج عن السيطرة'، ولو مؤقتا، وبالاخص حين يعلن امام العالم ان تباين 'الرأي السياسي' بين الطرفين اقدم من التعديل الوزاري الاخير، الذي بعده، طفا المخفي للرأي العام الى السطح..
وحين يتحدى رئيس الحكومة رئيس المجلس بأنه يملك صلاحيات دستورية يمكنه استخدامها، فان ذلك يعتبر قمة التحدي السياسي، لأن استخدام الصلاحيات الدستورية، لا يتم الا اذا تعطلت لغة الحوار، وهذا ما لا نريده ان يكون بين رئيسي السلطتين.
قد يكون مقبولا 'نوعا ما' ان يكون التراشق الاعلامي بين نائب ووزير، وقد يصل التحدي بينهما الى استخدام الادوات السياسية، وهو ما يحدث دائما تحت قبة البرلمان، ولكن الامر اذا وصل بين رئيسي السلطتين، فانه قد يتحول، وبالتدرج، الى 'عدم التعاون'، اذا لقي كل فريق من يسانده من النواب، وهنا ستتعطل فعلا لغة الحوار السياسي، ليصبح الامر اما حلا للبرلمان او حلا للحكومة..
واضح ان الاجواء السياسية المقبلة لا تبشر ب'هدوء'، وان كان فهو هدوء ما قبل العاصفة، كما يقال، وهنا، وان كان ذلك هو قمة الديموقراطية والعمل النيابي، وهو الفهم الدستوري لصلاحيات كل الاطراف، فاننا نقول كما في الحديث الشريف بما معناه 'ما دخل اللين شيئا الا زانه، وما خرج منه الا شانه'..
رويدكما أيها الرئيسان، فان الاختلاف، وان كان لا يفسد للود قضية، فانه يجعل اجواء العمل السياسي بينكما اكثر توترا، وقد يصل الى مرحلة 'الطلاق السياسي'، وعندها فاما من واما فداء..
د. عبدالمحسن يوسف جمال
 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك