عماد بوخمسين معقبا على ماحدث بين الرئيسين بأن الكويت تتساقط بسبب الخلافات، وداعيا جميع الأطراف لتنقية الأجواء السياسية والالتفات إلى المصلحة العليا للوطن
زاوية الكتابكتب نوفمبر 5, 2007, 7:50 ص 398 مشاهدات 0
ديموقراطيتنا تتهاوى.. والحكماء غائبون عن ساحة القرار
عماد بوخمسين
من المحزن أن تصل الأمور السياسية بنا إلى ما وصلت إليه من تجاذب، لم يوفر حتى رئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء، إلى حد يوحي وكأن أحداً لا يسمع صوت الحكمة الذي نطق به صاحب السمو أمير البلاد منذ أكثر من عام وأحاديث سمـوه للصحافة وخطابه في العشر الأواخر وبعدها في مجلس الأمة. هذا التجاذب الذي أودى بمصالح الكويت وتركها نهباً لفوضى الآراء والاجتهادات، وكـان آخر ما نقبل به أو نتمناه هذا الخلاف بين رئيسي السلطتين وكلاهمـا أكبـر مـن أن يكون عامل هدم أو أن يتورط في سلك طريق لا تخدم الكويت.
ومن حقنا اليـوم أن نسـأل كما بالأمس أين هو التعاون الذي تفرضه مصلحة البلاد ؟ هل قدر لنا أن نتراجع في كل يوم خطوة إلى الوراء لنرى أحلامنا في قيام الدولة القادرة على البناء والتنمية لتصبح مركزاً مالياً وسوقاً تجارية عالمية، تتساقط بفضل الخلافات التي راحت تعصف بالأحلام وتترك جيلنا الجديد تائهاً يبحث عن مستقبل لا يراه واضحاً ولا هو بالمضمون. لقد هدمت الخلافات كل السبل فأصبحت أجيالنا مهددة بالضياع، وديموقراطيتنا على حافة الهاوية، وغاب أهل الرأي والحكمة عن ساحة القرار أمام الحروب الدعائية التي يخوضها النواب والوزراء، تاركين مصالح العباد تتهاوى أمام المصالح الشخصية.
ونريد أن نسأل جميع الأطراف المعنية: هل الذي يجري يحقق للكويت استقراراً أو يزيد من مساحـة الحريـة ؟ وهـل لممارسة الديموقراطية وجعل منبرها النيابي مفتوحـاً علـى شاشـات التلفزة ثمن يتجسد في تجاوز الحدود وتغليب الصوت العالي على صوت العقل. إننا نسأل في هذه الأيام الصعبة: أين هي القيادات الاقتصادية مما يدور، وأين أهل الحل والربط من الذي يجري؟ لقد أنهكت هذه الصراعات أمير البلاد وولي عهده، وبدل أن يكون دورهما رعاية مسيرة ظافرة تحول هذا الدور إلى معالجة خلافات الأفرقاء ومحاولة وضع حد لها، أملاً بأن تستقر الأمور وسط حالة الهياج والأخطار التي تهدد المنطقة ونحن منها. لقد ألحقت هذه التجاذبات أفدح الاضرار بالاقتصاد والتعليم وبثقة المواطن بنظامه البرلماني وبديموقراطيته التي يريد لها التطور إلى الأمام لا العودة بالبلاد إلى الوراء. إن أهل الكويت لن يقبلوا بأن تصبح المهاترات بديل الحوار الديموقراطي العقلاني السليم، وهم يؤمنون بأن كل كلمة تقال تأييداً لها إنما تعني إسهاماً في التردي وفي الخسارة الوطنية.
أهل الكويت يريدون من جميع الأطراف الالتفات إلى المصلحة العليا لوطنهم لذلك هم مع تنقية الأجواء السياسية ومع الدعوة إلى تحكيم العقل وشد أواصر التعاون حرصاً على حاضر الكويت ومستقبلها. أهل الكويت يرفضون الانسياق وراء حملات التشكيك والاتهامات ويريدون لمن يمثلهم، سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية، أن يسير في طريق الإصلاح مما يحقق للوطن الخير في التنمية والسلامة وسط حرائق المنطقة. نريد من الجميع أن يحملوا في قلوبهم وعلى ألسنتهم الدعوة إلى توحيد المواقف والجهود حتى تجني الكويت الجائزة التي تستحق في الرخاء والاستقرار والتقدم، لتكون هذه جميعاً مداميك البناء الوطني لحاضر أفضل ولمستقبل أكثر إشراقاً ومنعة وصلابة، نضمن معه للأجيال المقبلة حياة ملؤها الفخار والعزة.
تعليقات