يرى عبداللطيف الدعيج أن مادار بين الخرافى والمحمد ظاهرة إيجابية ومظهر صحي من مظاهر الصراع الديموقراطي ، بدلا من محاولات الترضية التى كانت تتم فى الخفاء

زاوية الكتاب

كتب 403 مشاهدات 0



 أخيرا صار عندنا ديموقراطية 

 
 
  بقلم: عبداللطيف الدعيج
كنت متأكدا ان الكثيرين سيصابون بالذعر بسبب اتساع حدة الخلافات بين الاطراف الحكومية والنيابية وظهورها بشكل حاد الى العلن، وقد صدق ظني وتوقعي. مع هذا، فإن ما جرى ويجري هو وضع طبيعي وفي رأيي صحي ايضا، فالمفروض ان يكون كل شيء في العلن، وكلما اظهر السياسي نواياه الحقيقية - بغض النظر عن سلامتها - كان ذلك في مصلحة الوطن والمواطن، على الاقل نعرف 'شنهي مايته'. لم يقدنا الى الاوضاع المأساوية التي نعيش غير سياسات الترضية والتراضي، جبر الخواطر وجبر الآراء. ليس جديدا الصراع وليس غريبا ان يثار او ان يكون له وجود، فهذه طبيعة المجتمعات الحية والمجتمعات الناضجة. ربما بالامس كانت الخلافات تقبر وكانت العلاقات والمصالح الخاصة هي التي تتحكم في العلاقات وتحدد المسارات.
ظهور الصراع الى العلن بشرى خير، ودليل على ان اليوم غير الامس، فلدينا الآن، حسب ما يبدو، من بدأ يحسب حساب الناس ويعول على الرأي العام وعلى مشاركة الناخبين والمواطنين في القرار بعد ان كان مقتنعا في ما سبق بأن الخيارات المصيرية ليست شأنا عاما وليست من اختصاص العامة او الرعاع او الرعية في احسن الاحوال. بالامس لم نكن منسجمين ولا متفقين، واليوم لسنا مختلفين ومتحاربين. بل ربما اليوم نجد في الجو تقاربا بين الآراء واتفاقا على الاقل في الاحتكام الى الناس، الى الرأي العام او الامة مصدر السلطات الاول والاخير.
ليس بالضرورة ان يعي الساسة ماحدث او مايحدث، وليس بالضرورة ان يكون القصد كما حددناه هو الاحتكام الى الناس. بل يكفي ان الدافع الحقيقي وان لم يتلمسه اصحاب الشأن هو ارتقاء الممارسة السياسية وارتفاع اسهم الرأي العام وبالتالي احساس المواطن او الناخب بالذات انه صاحب الشأن وان 'الساسة والقادة والزعماء يلجأون اليه ويلوذون به. في السابق كان السياسي يعتمد على 'بلوكه' الخاص، على القبيلة والطائفة وحتى الجماعة الخاصة ولا يحسب حسابا لأحد.. اليوم اصبح للناس وللرأي العام اهمية وهذا احد اهم منجزات الدوائر الخمس.
ليس شرا ماحدث وليس طارئا او غريبا على اوضاع الصراع الديموقراطي، بل نتاج طبيعي لحق الاختلاف ومظهر صحي من مظاهر الصراع الديموقراطي الذي حاول الكثيرون طوال السنوات السابقة كبته.
 
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك