حتى لايكون مسمار جحا ثم يتحول إلى بيته.. د.يوسف الغنيم يحذر من تصدير النفط العراقي عبر الأراضي الكويتية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2010, 11:17 م 1137 مشاهدات 0
احذروا مسمار جحا
كتب د.يعقوب يوسف الغنيم
ما يتعلق بالتحركات والنوايا العراقية تجاه وطني لابد وأن أهتم به. وذلك بعد التجارب الكثيرة التي مرت بنا، والبلاء الشديد الذي نلناه من الشمال ولايزال يتكرر متمثلاً في تصريحات الرسميين فيه الذين يتحدثون عن علاقة الكويت بالعراق وكأنها علاقة ينبغي أن تكون متوترة أبداً، وهؤلاء الرسميون اعتدنا أن نسمع زعيقهم ضدنا في مواقف كثيرة آخرها كان طعن أحد المسؤولين في كل ما يتعلق بنتائج حرب تحرير الكويت وكأن هذه الحرب تمت لتحرير وطننا من احتلال بلد آخر لنا غيرهم.
وقد ثبت لنا أن العراق بالنسبة الى وطننا العزيز الكويت يتعامل بسياسة الوجهين إن لم يكن يتعامل بثلاثة وجوه.
أولها وجه الادعاءات الباطلة التي نسمعها من المسؤولين وليس من الرعاع، وذلك أصبح دارجاً عندهم بحيث لا تمر فرصة من الزمن قصيرة إلا نعق غراب منهم يسعى الى تخريب كل المساعي الخيّرة التي تبذلها الكويت في سبيل التقارب. والوجه الثاني وجه يقول لنا: لا عليكم من هذا القول فإن السياسة الرسمية غير ذلك، فأين السياسة الرسمية المدعاة اذا كان كبار القوم عندهم ومنهم رؤساء ووزراء يرددون الأقوال المعادية لنا دون أن يقف لهم من يرد عليهم من أولئك الذين يقولون لنا: لا عليكم من هؤلاء؟ أما الوجه الثالث وهو من أغرب الوجوه إذ نرى مسؤولين آخرين يتحدثون عن التعاون على مستويات اخرى أهمها ما كان في المجال الاقتصادي، ويطرحون مشروعات لصالحهم ويدعون الشركات الكويتية للعمل في العراق ثم يضعون لها العراقيل بحيث نسمع عن حادث مفتعل كل يوم يتعرض له العاملون في شركات الكويت إذا دفعهم حظهم السيئ الى العمل هناك. اضافة الى ذلك فإن القادة العراقيين لا يترددون في طلب أي شيء من الكويت حتى ولو كان هذا الشيء يؤثر في سيادتها، وكأن في أذهانهم أمراً يقول لهم دائماً: إذا أردتم أي شيء مهما كان فاطلبوه من الكويت فإنها جاهزة في كل وقت لتلبية طلباتكم، ولذا فإن أي مسؤول عراقي تخطر بباله فكرة أعلن انه سوف يطلب من الكويت تنفيذها وكأن الكويت أمه التي يرضع حليبها.
آخر مسرحية لهم هي أنهم سعوا الى التعاون مع سورية من أجل تمديد خطوط لنقل النفط الخام عبر هذا البلد المطل على البحر الأبيض المتوسط. وهم – وإن أنكروا – إنما عقدوا هذا الاتفاق إرضاء لسورية ورغبة منهم في تحسين علاقاتهم معها وخاصة على المستوى الدبلوماسي.
ولكن العراق سرعان ما اتجه إلينا بعد أن انتهى من الارتباط مع سورية بشأن منظومة تصدير النفط كما هي العادة عندما يلتفت المسؤولون هناك إذا طرأت لهم فكرة في الليل أو في النهار على اي واحد منهم فلا يجد إلا الكويت لكي يلتفت إليها.
في هذا الشأن نشرت جريدة «الأنباء» هنا خبراً في يوم الأربعاء الموافق 2010/9/22 فيه ما يلي: «تدرس وزارة النفط العراقية إمكانية تصدير النفط من خلال خط أنابيب يمر بالأراضي الكويتية، وذلك بعد أيام من موافقة بغداد على إنشاء منظومة جديدة لنقل النفط والغاز عن طريق الأراضي السورية».
هكذا إذن… لقد بدأ التمهيد لتقديم الطلب وهم ينتظرون منا الموافقة دون تردد.
فيا أبناء وطني شعباً وحكومة ومجلس أمة أرجو أن تكونوا حذرين من هذه الطلبات التي لا تنتهي، وليشعر أولئك الناس بأن طلباتهم ترد ولا ينظر إليها وبخاصة أن كثيراً منها يؤثر تحقيقه لهم على مكانة وطننا واستقلاله وكرامته. هذا الذي يشيرون إليه اليوم سوف يكون لهم «مسمار جحا» في الكويت وأنتم تعرفون هذه الحكاية التي ترددت كثيراً في الأدبيات الشعبية وعرفها الناس منذ زمن، واستفادوا من دلالاتها فإن البيت الذي فيه المسمار أصبح فعلياً بمثابة بيت جحا بغض النظر عن مالكه الأصلي، وهم يريدون الكويت كذلك، فهل تقبلون – يا أبناء وطني – بهذا الوضع؟
د.يعقوب يوسف الغنيم
تعليقات