بعد العاصفة..مبارك صنيدح يتمني على الحكومة أن تكون على مسافة واحدة من الجميع

 
 بعد العاصفة

 
كتب مبارك صنيدح
 
2010/09/23    08:52 م

 
 
لا نريد ان تكون اليد المفتوحة على المجهول هي يدنا.. ولذلك وانا احاول ترتيب ابجدياتي الخائفة تمتلكني الحيرة اي حرف اركب وأي لغة البس امام الفوضى المستمرة والتي تتشكل الوانها وتغير جلدها كل ساعة وكل يوم.. ونخرج من نفق ونقع في (دحديرة) ونصعد على كثبان ونسقط في مغارة ومتاهة.. وندخل في دوامة هرج ونطل على واحة مرج.. ونتعلق بأحلام السراب.. وجميع سلالم المخارج مهترئة.. وقوارب النجاة معطوبة.
ولذلك المسؤولية تحتم علينا ان نرفع صوتنا عاليا حتى نصل الى طبلة الأذن الوسطى للحكومة ونجعل المطرقة والسندان بداخلها تستنفر وتستقبل صرخاتنا بوضوح وجلاء.. ان استمرار الحال من المحال وكل يوم تتأخر فيه الحكومة بالقيام بواجباتها والالتزام بمسؤولياتها تتحرك عقارب الساعة بدقائقها وثوانيها نحو الفتنة واخواتها من العصبية والفوضى والتأزيم السياسي.. والضرب تحت الحزام السياسي الفالت.
السفسطة والهرطقة والفذلكة اللغوية في التصريحات الحكومية لاتسمن ولاتغني من جوع.. لابد ان تخطف الحكومة رجلها الى ميدان حكومة القرارت المصيرية وحكومة الانقاذ الوطني التي لا تغرق في شبر ماء وتتحرر من خوفها ومن سجنها وسجانها.. ويكون مقياس حرارتها ثابتاً لا يتأثر عندما تفتح عليها حنفيات الهجاء والتهديد والوعيد النيابي.
ان الحكومة التي تجعل مفاتيح القرار الحكومي بيد النواب وتتحول الى حكومة مزدوجة تمشي وبداخلها شخصان احدهما مشغول بإرضاء بعض النواب والشخص الآخر مرعوب وخاضع لتهديد نواب آخرين.. وتعتقد انها تكسب الجميع وفي الآخر تكتشف انها خسرت الجميع في مهب المصالح.. وفرقاء الأمس يتفقون عليها ويناصبونها العداء.. وحملة تصعيد تأتي رياحها من كل الجهات.
الصفعات التي تتلقاها الحكومة اليوم من حلفاء الأمس يجب ان تعيدها الى صوابها وتثيبها الى رشدها انه لا صديق ولا حليف الا في الالتزام بالقوانين وتطبيقها على الجميع.. وتكون مسطرتها على مسافة واحدة من الجميع ايضاً.
لأنه على شفة ولسان كل مواطن ان يجنب البلاد والعباد رياح الفتنة الهوجاء التي لا تبقي ولا تذر.. ولازال هناك متسع من الوقت امام الحكومة لمغادرة طواحين التردد وأبراج الخوف وتحدد خارطة الطريق وتكسب معركة التصحيح وسيادة القرار.. ولا تقبل على نفسها ان تكون حجر شطرنج يحركها الأضداد من النواب على رقعة الساحة السياسية.. وتصبح الحكومة تحت وصاية حكومة الظل النيابية.. ونتمنى انها تعلمت من درس ياسر الخبيث..!

مبارك صنيدح