'حشد' تنظيم سياسي ديموقراطي وطني لا يقوم على أسس طائفية أو قبلية أو فئوية.. أنور جمعة يباركه

زاوية الكتاب

كتب 1475 مشاهدات 0




«حشد» على الطريق 

كتب أنور جمعة : 

 
عقدت كتلة العمل الشعبي اجتماعها التنظيمي الأول، حيث اعتمدت فيه رمز التنظيم «حشد»، وأقرت نظامها الأساسي واللائحة التنفيذية، وشرعت في استكمال سائر أركان التنظيم، وبنائه الإداري، كانتخاب أمينها العام، والمكتب التنفيذي إلى آخره. ونحن من موقعنا المتواضع نبارك للكتلة هذا الانجاز، وهو إنشاء تنظيم سياسي ديموقراطي وطني لا يقوم على أسس طائفية أو قبلية أو فئوية ليكون «إن شاء الله» رافعة تساهم وغيرها من الأحزاب الوطنية في تنمية الثقافة الحزبية من خلال المشاركة الشعبية في السلطة والقرار، وتثقيف الشارع بالقيم والأسس الديموقراطية الوطنية.
قد ينزعج البعض من هذا التأييد ومن مباركتنا للجماعة في «حشد» وقد يتحامل الآخر، وينعتنا بالحزبيين التخريبيين مؤدلجي اليسار أصحاب المصالح الفئوية، وقد يتهمنا الأخير بالتأثر بالغرب وبعدم المعرفة والدراية الكافية بالأحزاب ودورها «السوداوي» مستنداً ومستشهداً بتجارب البعض، كلبنان والعراق وبعض الدول النامية الى آخر الاسطوانة السطحية، إلا أننا نقول لهم ولغيرهم: «صبر»، ونطالبهم بأن يفتحوا «مخهم شوي». العالم كبير ومختلف ومتعدد ولا يختزل بالدول النامية فقط، واذا أردنا الموضوعية في الجدال لا تكون من خلال البحث عن أسوأ التجارب وتجريدها من ظروفها ومسبباتها وطرحها على أساس أنها حجة وإثبات قاطع لتأكيد وجهة نظر بأمر معين، بل تكون من خلال موضوعية المقارنة وشمولية البحث والابتعاد عن التعميم والشخصانية والالتفاف على الحقائق.
يا كرام.. دول كثيرة تجردت من حكم الكهنوت وسيطرته واعتمدت نظاما مدنيا ديموقراطيا علمانيا مبنيا على إنشاء الأحزاب الوطنية التي تتعامل مع جميع المواطنين من دون تمييز، ولا تحتكر الانتساب إليها على العرق والدين والأصل. أحزاب وطنية وضعت برامج وخططا تنموية ساعدت على إنشاء وتطور هذه الدول وتقدمها، أحزاب مدنية ساهمت في تأسيس دساتير وطنية قومت بناء الدول ودعمت تطورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأدبي، أحزاب دستورية أكدت المشاركة الشعبية الديموقراطية، أحزاب نبذت الطائفية وحصنت البلاد من الفتن والخراب والتدهور، أحزاب أسست آلية تداول السلطة السلمي، أحزاب اعتنت بالتعليم والنشء، أحزاب تعي دورها الإنساني، أحزاب تنطلق من أن الدين لله والوطن للجميع. النماذج الداعمة لقولنا كثيرة منها دول أوروبا التي تحررت من سيطرة الكنيسة، واعتمدت التعددية الحزبية غير العنصرية، تركيا بقيادة أتاتورك العظيم الذي حررها من الحكم العثماني «العنصري»، واعتمد التعددية الحزبية، التجربة الأميركية، استراليا وغيرها، ولا شك أنها تجارب غير كاملة، فالكمال لله وحده، ولكن بالتأكيد انها تجارب ناجحة تماماً ومفيدة جداً، وهذا يكفينا لإنقاذ ما تبقى لهذا الوطن من ردة فكرية وتنموية وسياسية والمحافظة على تعايشنا السلمي.

أنور جمعة

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك